المنشورات

الرذيلة

لغة: الخصلة الذميمة، وهى تقابل الفضيلة، جمعها رذائل (1).

واصطلاحا: هيئة نفسانية تصدر عنها الأفعال القبيحة فى سهولة ويسر.

وقيل: هى ميل مكتسب من تكرار أفعال يأباها القانون الأخلاقى والضمير، فهى عادة فعل الشر، أو هى عادة سيئة تميل إلى الجبن والتردد والإفراط والكذب والشح. (2)

أجناسها:

إذا كانت أصول الفضائل أربعة هى الشجاعة والعدل والسخاء والعفة- كما ذكرها مسكويه- فإن كل فضيلة منها هى وسط بين رذيلتين، إذاً يمكننا بناء على ذلك أن نحدد عدد أجناس الرذائل بأنها ثمانية هى أطراف الفضائل الكبرى.

وهذه الرذائل الثمانية هى: السفه، والبله، والتهور، والجبن، والشره، والخمود والجور والمهانة، وتحت كل رذيلة من هذه الثمانية من الرذائل ما يصعب حصره، وهى فى طبيعتها كالفضائل ليست متأصلة فى النفس، لكنها تكتسب اكتسابا.

وطرق اكتسابها تكون بأمور أهمها العادة والقدوة السيئة والجهل. ولأن الرذائل أمراض روحية لابد لسلامة الإنسان من معرفة دوائها، ووسائل علاجها للقضاء عليها، والنجاة من شرها وأهم هذه الوسائل:
1 - التسلح بعزم صارم أكيد لا يعرف التردد أو النكوص.
2 - أن يميل بالرذيلة نحو الجانب المضاد فإذا أحس بإفراط فى نوع من الشهوات قاوم ذلك الميل بالتزهد فيه.
3 - أن يوسع مجال فكره وأفق نظره، فمن الرذائل ما يكون مصدره ضيق دائرة الفكر والنظر، فإذا وسع دائرة حياته عرف أنه ليس إلا فردا من أفراد المجتمع، وأن غيره له حقوق يجب أن تراعى وإنما يُعرف ذلك ويتحقق بدراسة علم الأخلاق.
4 - أن يترك الخلق الذميم مرة واحدة، وهذه الخطة المهاجمة قد تسبب لصاحبها بعض الألم، ولكنه ألم ما أسرع أن يزول ويعقبه سرور الفضيلة (3).

فالتخلص من نير الرذائل ليس بالأمر الهين، لأنها عادات تمكنت من صاحبها ولكن بمراعاة هذه القواعد التى ذكرت وملاحظة هذه الطرق كفيل بغرس الفضائل وهدم كل رذيلة من أساسها وإقامة الفضيلة على أنقاضها.

(هيئة التحرير)
1 - المعجم الوسيط، مادة (رذل) - ط مجمع اللغة العربية سنة 1985م
2 - علم الأخلاق، د. محمد نعيم السيد ص 120.
3 - دراسات فى الأخلاق- د/ طه خضير ص 199.










مصادر و المراجع :

١- موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة

المؤلف: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر

عدد الأجزاء: 1

أعده للشاملة/ عويسيان التميمي البصري

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید