المنشورات

الحديث شجون.

ويقال أيضاً ذو شجون. والشجون بضم الشين جمع شجن بفتح فسكون وهو الطريق في الوادي. والشواجن والشجون أيضاً: الأودية الكثيرة الشجر. قال:
لمّا رأيت عدي القوم يسلبهم ... طلح الشواجن والطرفاء والسلم
أو جمع شجنة بكسر الشين وهي الصدع في الجبل. والشجن بفتحتين غصن الشجرة المشتبك والشعبة في كل شيء والحاجة حيثما كانت. يقال لي بموضع كذا شجن. قال الراجز:
إني سأبدي لك فيما ابدي ... لي شجنان: شجن بنجد
وشجن لي في بلاد السند والجمع أيضاً شجون. والشجنة أيضاً مثلثة الشين والعروق المشتبكة. يقال: بيني وبين فلان شجنة رحم أي قرابة مشتبكة.
وفي الحديث: الرحم شجنة من الله أي مشتبكة اشتباك العروق.
ومعنى المثل إنَّ الحديث ذو فنون وأغراض وطرق يدخل بعضها في بعض ويتشعب بعضها من بعض كالطرق المشتبكة المتقاطعة أو الأغصان والعروق. يضرب في الحديث سيذكر به حديث غيره. ومن ثم يضربه القصاص والأئمة عند استطراد المسائل والخروج من غرض إلى آخر. وقال الفرزدق:
وإن كنت قد سألت دوني فلا تقم ... بأرض بها بنت الهوى تكون
فلا تأمنن الحرب إذا استعارها ... كضبة إذ قال: الحديث شجون
والاستعارة بالسين والعين المهملتين من استعار النار. وروي اشتغار بالشين والغين المعجمتين أي هيجانها وثورانها وانتشارها ومن قولك: شغر برجله. يقول: إنَّ الحرب سببها الكلام كما قال الآخر:
فإنَّ النار بالزندين تورى ... وإنَّ الحرب أولها كلام
ويقال الحرب أولها نجوى وأوسطها شكوى وآخرها بلوى.
وقلت مضمنا لهذا المثل في غرض:
تمنى بأوباش فتوح مدائن ... وذاك لعمري ضلة وجنون
فأضحى كعمر إذ ترجى مراده ... بجيش مراد والحديث شجون
وتقدم خبر عمرو بن أمامة مع مراد في الباب الأول.











مصادر و المراجع :

١- زهر الأكم في الأمثال والحكم

المؤلف: الحسن بن مسعود بن محمد، أبو علي، نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102هـ)

المحقق: د محمد حجي، د محمد الأخضر

الناشر: الشركة الجديدة - دار الثقافة، الدار البيضاء - المغرب

الطبعة: الأولى، 1401 هـ - 1981 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید