المنشورات

أبو دلف ورجل حجب عنه

: وقف رجل بباب أبي دلف، فقام به حينا لا يصل إليه، فتلطّف في رقعة وأوصلها إليه، وكتب فيها:
إذا كان الكريم له حجاب ... فما فضل الكريم على اللئيم؟
فأجابه:
إذا كان الكريم قليل مال ... ولم يعذر تعلّل بالحجاب
وأبواب الملوك محجّبات ... فلا تستعظمن حجّاب بابي
وقال حبيب الطائي في الحّجاب:
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى، حتى يلين قليلا
فما خاب من لم يأته متعمّدا ... ولا فاز من قد نال منه وصولا
ولا جعلت أرزاقنا بيد أمريء ... حمى بابه من أن ينال دخولا
إذا لم نجد للإذن عندك موضعا ... وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا
وأنشد أبو بكر العطار:
ما لك قد حلت عن وفائك واستبدلت يا عمرو شيمة كدره
لستم ترجّون للحساب ولا ... يوم تكون السماء منفطره «1»
قد كان وجهي لديك معرفة ... فاليوم أضحى بابا من النكره
وقال غيره:
أتيتك للتسليم؛ لا أنني امرؤ ... أردت بإتيانيك أسباب نائلك
فألفيت بوابا ببابك مغرما ... بهدم الذي وطدته من فضائلك «2»
وقد قال قوم: حاجب المرء عامل ... على عرضه؛ فاحذر خيانة عاملك
وقال الحسن بن هانيء:
أيها الراكب المغذّ إلى الفض ... ل ترفّق فدون فضل حجاب «3»
ونعم هبك قد وصلت إلى الفض ... ل فهل في يديك إلا التراب!
وقال آخر- وهو محمود البغدادي:
حجابك من مهابته عسير ... وخيرك في اليدين غدا يسيرا
خرجت كما دخلت إليك إلّا ... ترابا صار في خفّي كثيرا
وقال العتابي:
حجابك ليس يشبهه حجاب ... وخيرك دون مطلبه السّحاب
ونومك نوم من ورد المنايا ... فليس له إلى الدنيا إياب
وقال غيره:
أنا بالباب واقف منذ أصبح ... ت على السّرج ممسكا بعناني
وبعين البواب كلّ الذي بي ... ويراني كأنه لا يراني
وقال غيره:
إذا ما أتيناه في حاجة ... رفعنا الرقاع له بالقصب
له حاجب دونه حاجب ... وحاجب حاجبه محتجب «1»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید