المنشورات

بين موسى والهادي وابن يزيد

: محمد بن يزيد بن عمرة بن عبد العزيز قال: خرجت مع موسى الهادي أمير المؤمنين من جرجان، فقال لي: إمّا أن تحملني وإما أن أحملك. ففهمت ما أراد، فأنشدته أبيات ابن صرمة الأنصاري.
أوصيكم بالله أوّل وهلة ... وأحسابكم، والبرّ بالله أوّل
وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهم ... وإن كنتم أهل السيادة فاعدلوا
وإن أنتم أعوزتم فتعفّفوا ... وإن كان فضل المال فيكم فأفضلوا
فأمر لي بعشرين ألفا.
وقال عبد الله بن عباس: سادات الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء.
قال أبو مسلم الخولاني: ما شيء أحسن من المعروف إلا ثوابه، وما كلّ من قدر على المعروف كانت له نيّة؛ فإذا اجتمعت القدرة والنية تمت السعادة. وأنشد:
إنّ المكارم كلّها حسن ... والبذل أحسن ذلك الحسن
كم عارف بي لست أعرفه ... ومخبّر عنّي ولم يرني
يأتيهم خبري وإن بعدت ... داري وبوعد عنهم وطني
إني لحرّ المال ممتهن ... ولحرّ عرضي غير ممتهن «1»
وقال خالد بن عبد الله القسري: من أصابه غبار مركبي فقد وجب عليّ شكره.
وقال عمرو بن العاص: والله لرجل ذكرني، ينام على شقّة ثمرة وعلى شقة أخرى، يراني موضعا لحاجته، لأوجب عليّ حقا إذا سألنيها مني إذا قضيتها له.
وقال عبد العزيز بن مروان: إذا أمكنني الرجل من نفسه حتى أضع معروفي عنده، فيده عندي أعظم من يدي عنده. وأنشد لابن عباس رضي الله تعالى عنهما:
إذا طارقات الهمّ ضاجعت الفتى ... وأعمل فكر الّليل والّليل عاكر «2»
وباكرني في حاجة لم يكن لها ... سواي ولا من نكبة الدّهر ناصر
فرجت بمالي همّه عن خناقه ... وزاوله الهمّ الطّروق المساور
وكان له فضل عليّ بظنّه ... بي الخير إنّي للّذي ظنّ شاكر













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید