المنشورات

بين ابن أبي سبرة وأبي الأسود

: نظر المنذر بن أبي سبرة إلى أبي الأسود الدؤلي وعليه قميص مرقوع، فقال له: ما أصبرك على هذا القميص؟ فقال له: ربّ مملوك لا يستطاع فراقه. فبعث إليه بتخت من ثياب. فقال أبو الأسود:
كساني ولم أستكسه فحمدته ... أخ لك يعطيك الجزيل وناصر
وإنّ أحقّ الناس إن كنت شاكرا ... بشكرك من أعطاك والعرض وافر
بين معاوية وابن صوحان في الجود
: وسأل معاوية صعصعة بن صوحان: ما الجود؟ فقال: التبرّع بالمال، والعطّية قبل السؤال.
لابن عبد ربه
: ومن قولنا في هذا المعنى:
كريم على العلّات جزل عطاؤه ... ينيل وإن لم يعتمد لنوال «1»
وما الجود من يعطي إذا ما سألته ... ولكنّ من يعطي بغير سؤال
وقال بشّار العقيلي:
مالكيّ ينشقّ عن وجهه الجد ... ب كما انشقت الدّجى عن ضياء
فثجوج السماء فيض يديه ... لقريب ونازح الدار ناء «2»
ليس يعطيك للرّجاء وللخو ... ف ولكن يلذّ طعم العطاء
لا ولا أن يقال شيمته الجو ... د ولكن طبائع الآباء
وقال آخر:
إن بين السّؤال والإعتذار ... خطّة صعبة على الأحرار
وقال حبيب:
لئن جحدتك ما أوليت من نعم ... إني لفي اللؤم أمضى منك في الكرم
أنسى ابتسامك والألوان كاسفة ... تبسّم الصّبح في داج من الظّلم «1»
رددت رونق وجهي في صحيفته ... ردّ الصّقال بهاء الصّارم الخذم «2»
وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي!












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید