المنشورات

بين زياد وضبيّ

الأصمعي قال: نظر زياد إلى رجل من ضبّة يأكل أكلا قبيحا، وهو أقبح الناس وجها، فقال: يا أخا ضبّة، كم عيالك؟ قال: سبع بنات أنا أجمل منهن وجها، وهنّ آكل مني. فضحك زياد وقال: لله درك! ما ألطف سؤالك! افرضوا له ولكل واحدة منهن مائة وخادما، وعجّلوا له ولهن بأرزاقهن. فخرج الضّبي وهو يقول:
إذا كنت مرتاد السماحة والنّدى ... فناد زيادا أو أخا لزياد
يجبك امرؤ يعطي على الحمد ماله ... إذا ضنّ بالمعروف كلّ جواد
وما لي لا أثني عليك وإنّما ... طريفي من معروفكم وتلادي «1»
ووقف دعبل ببعض أمراء الرقّة، فلما مثل بين يديه قال: أصلح الله الأمير، إني لا أقول كما قال صاحب معن:
بأيّ الخلّتين عليك أثني ... فإني عند منصرفي مسؤل
أبالحسنى وليس لها ضياء ... عليّ فمن يصدّق ما أقول
أم الأخرى ولست لها بأهل ... وأنت لكلّ مكرمة فعول
ولكني أقول:
ماذا أقول إذا أتيت معاشري ... صفرا يداي من الجواد المجزل
إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل ... ضنّ الأمير بماله لم يجمل
ولأنت أعلم بالمكارم والعلا ... من أن أقول فعلت ما لم تفعل
فاختر لنفسك ما أقول، فإننّي ... لا بدّ مخبرهم وإن لم أسأل
قال له: قاتلك الله! وأمر له بعشرة آلاف درهم.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید