المنشورات

قلة الكرام في كثرة اللئام

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة.
وقالت الحكماء: الكرام في اللئام كالغرة في الفرس.
وقال الشاعر:
تفاخرني بكثرتها قريط ... وقلّ والد الحجل الصقور
فإن أك في شراركم قليلا ... فإنّي في خباركم كثير
بغاث الطّير أكثرها فراخا ... وأم الصّقر مقلات نزور «1»
وقال السموأل:
تعيّرنا أنّا قليل عديدنا ... فقلت لها إنّ الكرام قليل
وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل
وقال حبيب:
ولقد نكون ولا كريم نناله ... حتى نخوض إليه ألف لئيم
وقال ابن أبي حازم:
وقالوا: لو مدحت فتى كريما ... فقلت وكيف لي بفتى كريم
بلوت ومرّ بي خمسون حولا ... وحسبك بالمجرّب من عليم
فلا أحد يعدّ ليوم خير ... ولا أحد يعود على عديم «2»
وقال دعبل:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلّهم ... والله يعلم أنّي لم أقل فندا «3»
إني لأغلق عيني ثم أفتحها ... على كثير ولكن ما أرى أحدا
وأحسن ما قيل في هذا المعنى قول حبيب الطائي:
إنّ الجياد كثير في البلاد وإن ... قلّوا، كما غيرهم قلّ وإن كثروا
لا يدهمنّك من دهمائهم عجب ... فإنّ جلّهم أو كلهم بقر
وكلّما أضحت الأخطار بينهم ... هلكى تبيّن من أضحى له خطر
لو لم تصادف شيات البهم أكثر ما ... في الخيل لم تحمد الأوضاح والغرر «1»
لكسرى في الشح
: الأصمعي قال: قال كسرى. أي شيء أضرّ؟ فأجمعوا على الفقر. فقال كسرى:
الشحّ أضرّ منه، لأن الفقير يجد الفرجة فيتسع.
من جاد أولا وضنّ آخرا
نزل أعرابيّ برجل من أهل البصرة، فأكرمه وأحسن إليه ثم أمسك، فقال الأعرابي:
تسرّى فلما جاذب المرء نفسه ... رأى أنّه لا يستقيم له السّرو «2»
وكان يزيد بن منصور يجري لبشّار العقيلي وظيفة في كل شهر، ثم قطعها عنه؛ فقال:
أبا خالد ما زلت سابح غمرة ... صغيرا فلما شبت خيّمت بالشّاطي «3»
جريت زمانا سابقا ثم لم تزل ... تأخّر حتى جئت تقطو مع القاطي «4»
كسنّور عبد الله بيع بدرهم ... صغيرا، فلما شبّ بيع بقيراط
وقال مسلم بن الوليد صريع الغواني لمحمد بن منصور بن زياد:
أبا حسن قد كنت قدّمت نعمة ... وألحقت شكرا ثم أمسكت وانيا «1»
فلا ضير لم تلحقك مني ملامة ... أسأت بنا عودا وأحسنت باديا
فأقسم لا أجزيك بالسّوء مثله ... كفى بالذي جازيتني لك جازيا
وقال سليمان الأعمى، وهو أخو صريع الغواني، في سليمان بن علي:
يا سوءة يكبر الشيطان إن ذكرت ... منها العجائب جاءت من سليمانا
لا تعجبنّ بخير زلّ عن يده ... فالكوكب النحس يسقي الأرض أحيانا













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید