المنشورات

المهدي ومروان ابن أبي حفصة

: وقال مروان بن أبي حفصة: دخلت على المهديّ فاستنشدني، فأنشدته الشعر الذي أقول فيه:
طرقتك زائرة فحيّ خيالها ... بيضاء تنشر بالخباء دلالها
قادت فؤادك فاستقاد ومثلها ... قاد القلوب إلى الصّبا فأمالها
حتى انتهيت إلى قولي:
شهدت من الأنفال آخر آية «3» ... بتراثهم فرجوتهم إبطالها
هل تطمسون من السماء نجومها ... بأكفّكم أو تسترون هلالها
أو تجحدون مقالة عن ربّكم ... جبريل بلّغها النبيّ فقالها
قال: وأنشدته أيضا شعري الذي أقول فيه:
يا بن الذي ورث النبيّ محمدا ... دون الأقارب من ذوي الأرحام
الوحي بين بني البنات وبينكم ... قطع الخصام فلات حين خصام
ما للنساء مع الرّجال فريضة ... نزلت بذلك سورة الأنعام
أنّى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام
ألغى سهامهم الكتاب فحاولوا ... أن يشرعوا فيها بغير سهام
ظفرت بنو ساقي الحجيج بحقّهم ... وغررتم بتوهّم الأحلام
قال مروان بن أبي حفصة: فلما أنشدت المهديّ الشعرين قال: وجب حقّك على هؤلاء- وعنده جماعة من أهل بيته- قد أمرت لك بثلاثين ألفا، وفرضت على موسى خمسة آلاف، وعلى هارون مثلها، وعلى عليّ أربعة آلاف، وعلى العبّاس كذا، وعلى فلان كذا فحسبت سبعين ألفا. قال: فأمر بالثلاثين ألفا فأتى بها، ثم قال: اغد على هؤلاء وخذ ما فرضت لك. فأتيت موسى فأمر لي بخمسة آلاف، وأتيت هارون فأمر لي بمثلها، وأتيت عليا، قال: قصّر بي دون إخوتي فلن أقصّر بنفسي. فأمر لي بخمسة آلاف فأخذت من الباقين سبعين ألفا.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید