المنشورات

عبد الله بن طاهر ودعبل بن علي

: عرض دعبل بن علي الشاعر لعبد الله بن طاهر الخراساني وهو راكب في حرّاقة له في دجلة، فأشار إليه برقعة، فأمر بأخذها، فإذا فيها:
عجبت لحرّاقة بن الحس ... ين كيف تسير ولا تغرق
وبحران من تحتها واحد ... وآخر من فوقها مطبق
وأعجب من ذاك عيدانها ... إذا مسّها كيف لا تورق
فأمر له بخمسة آلاف درهم وجارية وفرس.
وخرج عبد الله بن طاهر فتلقاه دعبل برقعة فيها:
طلعت قناتك بالسّعادة فوقها ... معقودة بلواء ملك مقبل «1»
تهتزّ فوق طريدتين كأنّما ... تهفو يقصّ لها جناحا أجدل «2»
ربح البخيل على احتيال عرضه ... بندى يديك ووجهك المتهلّل
لو كان يعلم أنّ نيلك عاجل ... ما فاض منه جدول في جدول
فأمر له بخمسة آلاف.
ووقف رجل من الشعراء إلى عبد الله بن طاهر فأنشده:
إذا قيل: أيّ فتى تعلمون ... أهشّ إلى البأس والنائل
وأضرب للهام يوم الوغى ... وأطعم في الزمن الماحل؟
أشار إليك جميع الأنام ... إشارة غرقى إلى ساحل
فأمر له بخمسة آلاف درهم.
أحمد بن مطير قال: أنشدت عبد الله بن طاهر أبياتا كنت مدحت بها بعض الولاة، وهي:
له يوم بؤس فيه للناس أبؤس ... ويوم نعيم فيه للناس أنعم
فيقطر يوم الجود من كفّه النّدى ... ويقطر يوم البؤس من كفّه الدّم
فلو أنّ يوم البؤس لم يثن كفّه ... على الناس لم يصبح على الأرض مجرم
ولو أنّ يوم الجود فرّغ كفّه ... لبذل النّدى ما كان بالأرض معدم
فقال لي عبد الله: كم أعطاك؟ قلت: خمسة آلاف. قال: فقبلتها؟ قلت: نعم. قال لي: أخطأت؛ ما ثمن هذه إلا مائة ألف.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید