المنشورات
جعفر وابن الجهم
: علي بن الحسين قال؛ أنشد عليّ بن الجهم جعفرا المتوكل شعره الذي أوله:
هي النفس ما حمّلتها تتحمّل
وكان في يد المتوكل جوهرتان، فأعطاه التي في يمينه؛ فأطرق متفكّرا في شيء يقوله ليأخذ التي في يساره، فقال: مالك مفكرا؟ إنما تفكر فيما تأخذ به الأخرى! خذها لا بورك لك فيها! فأنشأ يقول:
بسرّ من را إمام عدل ... تعرف من بحره البحار
يرجى ويخشى لكلّ أمر ... كأنّه جنّة ونار
الملك فيه وفي بنيه ... ما اختلف الليل والنهار
يداه في الجود ضرّتان ... عليه كلتاهما تغار
لم تأت منه اليمين شيئا ... إلا أتت مثله اليسار
وقال آخر في الهول:
إذا سألت النّدى عن كلّ مكرمة ... لم تلف نسبتها إلّا إلى الهول
لو زاحم الشمس ألفى الشمس مظلمة ... لو زاحم الصّمّ ألجاها إلى الميل «1»
أمضى من الدهر إن نابته نائبة ... وعند أعدائه أمضى من السّيل
ودخل شاعر من أهل الريّ. يقال له أبو يزيد، على عبد الله بن طاهر صاحب خراسان، فأنشده:
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... من شادمهر ودع غمدان لليمن «2»
فأنت أولى بتاج الملك تلبسه ... من هوذة بن عليّ وابن ذي يزن
فأمر له بعشرة آلاف درهم.
ودخلت ليلى الأخيليّة على الحجّاج فأنشدته:
إذا ورد الحجّاج أرضا مريضة ... تتّبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذا هزّ القناة سقاها «3»
فقال لها: لا تقولي غلام، ولكن قولي: همام. ثم قال: أي النساء أحبّ إليك أنزلك عندها؟ قالت: ومن نساؤك أيها الأمير؟ قال: أم الجلاس بنت سعيد بن العاص الأموية، وهند بنت أسماء بن خارجة الفزارية، وهند بنت المهلب بن أبي صفرة العتكيّة. قالت: القيسية أحبّ إليّ. فلما كان من الغد دخلت عليه. قال: يا غلام، أعطها خمسمائة. قالت: أيها الأمير، أحسبها أدما «4» . قال قائل: إنما أمر لك بشاء. قالت: الأمير أكرم من ذلك. فجعلها إبلا على استحياء، وإنما كان أمر لها بشاء أوّلا.
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
5 مايو 2024
تعليقات (0)