المنشورات
وفود طهفة بن أبي زهير النهدي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
لما قدمت وفود العرب على النبي صلّى الله عليه وسلّم، قام طهفة ابن أبي زهير، فقال: يا رسول الله، أتيناك من غوري تهامة بإكوار الميس «1» ، ترمى بنا العيس، نستحلب الصبيّر، ونستخلب الخبير؛ ونستعضد البرير، ونستخيل الرّهام «2» ، ونستخيل الجهام «3» ، من أرض غائلة النّطاء، «4» ، غليظة الوطاء، قد نشف المدهن «5» ويبس الجعثن «6» ، وسقط الأملوج «7» ، ومات العسلوج «8» ؛ وهلك الهديّ، ومات الودي «9» ، برئنا يا رسول الله من الوثن والعنن «10» ، وما يحدث الزمن؛ لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام، ما طمى البحر، وقام تعار؛ ولنا نعم همّل أغفال، ما تبضّ ببلال؛ ووقير «1» كثير الرّسل، قليل الرّسل، أصابتها سنيّة حمراء مؤزلة «2» . ليس بها علل ولا نهل.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها «3» ، وابعث راعيها في الدّثر «4» ، بيانع الثمر، وافجر له الثّمد «5» ، وبارك له في المال والولد، من أقام الصلاة كان مسلما، ومن آتى الزكاة كان محسنا، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مخلصا. لكم يا بني نهد، ودائع الشّرك، ووضائع الملك، لا تلطط «6» في الزكاة، ولا تلحد في الحياة، ولا تثاقل عن الصلاة.
وكتب معه كتابا إلى بني نهد: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى بني نهد بن زيد، السلام على من آمن بالله ورسوله، لكم يا بني نهد في الوظيفة الفريضة، ولكم الفارض «7» والفريش، وذو العنّان الرّكوب والفلو الضبيس «8» ، لا يمنع سرحكم، ولا يعضد طلحكم، ولا يحبس درّكم، ما لم تضمروا الإمآق «9» ، وتأكلوا الرّباق «10» . من أقر بما في هذا الكتاب فله من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الوفاء بالعهد والذمة، ومن أبى عليه فعليه الرّبوة.
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
6 مايو 2024
تعليقات (0)