المنشورات

وفود نابغة بني جعدة على ابن الزبير رحمه الله تعالى

الزبير بن بكار قاضي الحرمين، قال: أقحمت السّنة نابغة بني جعدة، فوفد إلى ابن الزّبير، فدخل عليه في المسجد الحرام، ثم أنشده:
حكيت لنا الصّدّيق لمّا وليتنا ... وعثمان والفاروق فارتاح معدم
وسوّيت بين الناس في الحقّ فاستووا ... فعاد صباحا حالك الّلون مظلم
أتاك أبو ليلى يجوب به الدّجى ... دجى الليل جوّاب الفلاة عثمثم «2»
لتجبر منه جانبا زعزعت به ... صروف الليالي والزّمان المصمّم
فقال له ابن الزبير: هوّن عليك أبا ليلى، فالشعر أدنى وسائلك عندنا؛ أما صفوة أموالنا فلآل الزبير، وأما عفوته «3» فإن بني أسد وتيما تشغلها عنك، ولكن لك في مال الله سهمان: سهم برؤيتك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وسهم بشركتك المسلمين في فيئهم. ثم أخذ بيده ودخل به دار النّعم، فأعطاه قلائص سبعا، وجملا رحيلا، وأوقر «4» له الركاب برّا وتمرا وثيابا. فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحبّ صرفا. فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى! لقد بلغ به الجهد. قال النابغة: أشهد لسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما ولّيت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون فرّاط القاصفين.
قال الزبير بن بكار: الفارط: الذي يتقدم إلى الماء يصلح الرّشاء والدّلاء والقاصف: الذي يتقدم لشراء الطعام.










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید