المنشورات

بين المختار وسراقة:

أبو حاتم قال: حدثنا أبو عبيدة قال: أخذ سراقة بن مرداس البارقي أسيرا يوم جبّالة السّبيع، فقدّم في الأسرى إلى المختار؛ فقال سراقة:
امنن عليّ اليوم يا خير معدّ ... وخير من لبّى وصلّى وسجد
فعفا عنه المختار وخلّى سبيله.
ثم خرج مع إسحاق بن الأشعث فأتي به المختار أسيرا. فقال له: ألم أعف عنك ثم خرج مع إسحاق بن الأشعث فأتي به المختار أسيرا. فقال له: ألم أعف عنك وأمن عليك؟ أما والله لأقتلنّك. قال: لا والله لا تفعل إن شاء الله. قال: ولم؟ قال:
لأنّ أبي أخبرني أنك تفتح الشام حتى تهدم مدينة دمشق حجرا حجرا وأنا معك، ثم أنشده:
ألا أبلغ أبا إسحاق أنّا ... حملنا حملة كانت علينا
خرجنا لا نرى الضّعفاء منّا ... وكان خروجنا بطرا وحينا «1»
تراهم في مصفّهم قليلا ... وهم مثل الدّبى لما التقينا «2»
فأسجح إذ قدرت فلو قدرنا ... لجرنا في الحكومة واعتدينا «1»
تقبّل توبة منّي فإني ... سأشكر إن جعلت النّقد دينا
قال: فخلىّ سبيله.
ثم خرج إسحاق بن الأشعث ومعه سراقة، فأخذ أسيرا وأتي به المختار، فقال:
الحمد لله الذي أمكنني منك يا عدوّ الله. هذه ثالثة. فقال سراقة: أمّا والله ما هؤلاء الذين أخذوني! فأين هم ... لا أراهم؟ إنا لما التقينا رأينا قوما عليهم ثياب بيض، وتحتهم خيل بلق «2» تطير بين السماء والأرض.
فقال المختار خلوا سبيله ليخبر الناس.
ثم دعا لقتاله فقال:
ألا من مبلغ المختار عنّي ... بأنّ البلق دهم مصمتات «3»
أرى عينيّ ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالتّرّهات «4»
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا ... عليّ قتالكم حتى الممات













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید