المنشورات

فصول من البلاغة

قدم قتيبة بن مسلم خراسان واليا عليها، فقال: من كان في يده شيء من مال عبد الله بن خازم فلينبذه، ومن كان في فيه فليلفظه، ومن كان في صدره فلينفثه.
فعجب الناس من حسن ما فصّل.
وقيل لابن السّمّال الأسدي أيام معاوية: كيف تركت الناس؟ قال: تركتهم بين مظلوم لا ينتصف، وظالم لا ينتهي.
وقيل لشبيب بن شيبة عند باب الرشيد رحمه الله تعالى: كيف رأيت الناس؟ قال:
رأيت الداخل راجيا والخارج راضيا.
وقال حسان بن ثابت في عبد الله بن عباس:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع ... لذي إربة في القول جذّا ولا هزلا
ولقي الحسين بن عليّ رضوان الله عليهما الفرزدق في مسيره إلى العراق؛ فسأله عن الناس؛ فقال: القلوب معك، والسيوف عليك، والنصر في السماء.
وقال مجاشع النهشلي: الحق ثقيل؛ فمن بلغه اكتفى، ومن جاوزه اعتدى.
وقيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: كم بين المشرق والمغرب؟
فقال مسيرة يوم الشمس: قيل له: فكم بين السماء والأرض؟ قال: مسيرة ساعة لدعوة مستجابة.
وقيل لأعرابي: كم بين موضع كذا إلى موضع كذا؟ قال: بياض يوم وسواد ليلة.
وشكا قوم إلى المسيح عليه السلام ذنوبهم، فقال: اتركوها تغفر لكم.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قيمة كل إنسان ما يحسن.
وقيل لخالد بن يزيد بن معاوية: ما أقرب شيء؟ قال: الأجل. قيل له: فما أبعد شيء؟ قال: الأمل. قيل له: فما أوحش شيء؟ قال: الميّت. قيل له: فما أنس شيء؟
قال: الصاحب المواتي.
مرّ عمرو بن عبيد بسارق يقطع، فقال: سارق السريرة «1» قطع سارق العلانية.
وقيل للخليل بن أحمد: مالك تروي الشعر ولا تقوله؟ قال: لأني كالمسنّ: أشحذ ولا أقطع.
وقيل لعقيل بن علّفة: مالك لا تطيل الهجاء؟ قال: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
ومر خالد بن صفوان برجل صلبه الخليفة، فقال: أنبتته الطاعة وحصدته المعصية.
ومرّ أعرابيّ برجل صلبه السلطان، فقال: من طلّق الدنيا فالآخرة صاحبته، ومن فارق الحقّ فالجذع راحلته «1» .











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید