المنشورات

التفاؤل بالأسماء

سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا أراد أن يستعين به على عمل، عن اسمه واسم أبيه؛ فقال: ظالم بن سراقة. فقال؛ تظلم أنت ويسرق أبوك! ولم يستعن به في شيء.
وأقبل رجل إلى عمر بن الخطاب، فقال له عمر: ما اسمك؟ فقال: شهاب بن حرقة. قال: ممن؟ قال: من أهل حرّة النار. قال؛ وأين مسكنك؟ قال: بذات لظى.
قال: اذهب فإن أهلك قد احترقوا. فكان كما قال عمر رضي الله عنه.
ولقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه مسروق بن الأجدع، فقال له من أنت؟
قال: مسروق بن الأجدع. قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: الأجدع شيطان.
للنبي صلّى الله عليه وسلم في البريد:
وروى سفيان عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، قال: كتب رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى أمرائه: لا تبردوا بريدا إلا حسن الوجه حسن الاسم.
الحجاج ورسول المهلب:
ولما فرغ المهلّب بن أبي صفرة من حرب الأزارقة. وجّه بالفتح إلى الحجاج رجلا يقال له مالك بن بشير؛ فلما دخل على الحجاج قال له: ما اسمك؟ قال: مالك بن بشير. قال: ملك وبشارة.
وقال الشاعر:
وإذا تكون كريهة فرّجتها ... أدعو بأسلم مرّة ورباح
يريد التطيّر بأسلم ورباح، للسلامة والرّبح.
من تفاؤل الرسول صلّى الله عليه وسلم:
الرياشي عن الأصمعي قال: لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينة، نزل على رجل من الأنصار، فصاح الرجل بغلاميه: يا سالم، ويا يسار! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: سلمت لنا الدار في يسر.
الرسول صلّى الله عليه وسلم وحزن بن أبي وهب:
وقال سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبي وهب المخزومي: قدم جدّي حزن بن أبي وهب على النبي صلّى الله عليه وسلم؛ فقال له: كيف اسمك؟
قال: حزن! قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم: بل سهل. قال: ما كنت لأدع اسما سمتني به أمي. قال سعيد: فإنا لنجد تلك الحزونة «1» في أخلاقنا إلى اليوم.
العرب والغراب:
وإنما تطيّرت العرب من الغراب للغربة، إذ كان اسمه مشتقا منها. وقال أبو الشيص:
أشاقك والليل ملقي الجران ... غراب ينوح على غصن بان «1»
وفي نعبات الغراب اغتراب ... وفي البان بين بعيد التّداني
ولآخر في السّفرجل:
أهدي إليه سفرجلا فتطيّرا ... منه فظلّ مفكّرا مستعبرا
خوف الفراق لأنّ شطر هجائه ... سفر وحقّ له بأن يتطيّرا
ولآخر في السّوسن:
يا ذا الذي أهدى لنا السّوسنا ... ما كنت في إهدائه محسنا
شطر اسمه سوء فقد سؤتني ... يا ليت أنّي لم أر السّوسنا
ولآخر في الأترجّ:
أهدى إليه حبيبه أترجّة ... فبكى وأشفق من عيافة زاجر «2»
خاف التّبدّل والتّلوّن إنّها ... لونان باطنها خلاف الظّاهر
وقال الطائي في الحمام:
هنّ الحمام فإن كسرت عيافة ... من حائهنّ فإنهنّ حمام
وكان أشعب يختلف إلى قينة بالمدينة، فلما أراد الخروج سألها أن تعطيه خاتم ذهب في يدها ليذكرها به. قالت: إنه ذهب، وأخاف أن تذهب؛ ولكن [خذ] هذا العود، فعلك أن تعود.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید