المنشورات

فضل الصداقة على القرابة

قيل لبزرجمهر: من أحب إليك: أخوك أم صديقك؟ فقال: ما أحب أخي إلا إذا كان لي صديقا.
وقال أكثم بن صيفي: القرابة تحتاج إلى مودّة، والمودّة لا تحتاج إلى قرابة.
وقال عبد الله بن عباس: القرابة تقطع والمعروف يكفر، وما رأيت كتقارب القلوب.
وقالوا: إياكم ومن تكرهه قلوبكم، فإن القلوب تحازي القلوب. وقال عبد الله بن طاهر الخراساني:
أميل مع الرّفاق على ابن أمّي ... وأحمل للصّديق على الشقيق
وإن ألفيتني ملكا مطاعا ... فإنك واجدي عبد الصديق
أفرّق بين معروفي ومنّي ... وأجمع بين مالي والحقوق
وقال حبيب الطائي:
ولقد سبرت الناس ثم خبرتهم ... وبلوت ما وضعوا من الأسباب «1»
فإذا القرابة لا تقرّب قاطعا ... وإذا المودّة أقرب الأنساب
وللمبرّد:
ما القرب إلا لمن صحّت مودّته ... ولم يخنك وليس القرب للنسب
كم من قريب دويّ الصدر مضطغن ... ومن بعيد سليم غير مقترب
وقالت الحكماء: ربّ أخ لك لم تلده أمّك.
وقالوا: القريب من قرب نفعه.
وقالوا: ربّ بعيد أقرب من قريب.
وقال آخر:
ربّ غريب ناصح الجيب ... وابن أب متّهم الغيب
أخو ثقة يسرّ ببعض شأني ... وإن لم تدنه منّي قرابه
أحبّ إليّ من ألفي قريب ... تبيت صدورهم لي مسترابه «2»
وقال آخر:
فصل حبال البعيد إن وصل ال ... حبل وأقص القريب إن قطعه
قد يجمع المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه
فارض من الدهر ما أتاك به ... من قرّ عينا بعيشه نفعه
وقال:
لكل ضيق من الهموم سعه ... والليل والصبح لا بقاء معه
لا تحقرنّ الفقير علّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه
وقال ابن هرمة:
لله درّك من فتى فجعت به ... يوم البقيع حوادث الأيام
هشّ إذا نزل الوفود ببابه ... سهل الحجاب مؤدّب الخدّام «1»
وإذا رأيت صديقه وشقيقه ... لم تدر أيّهما أخو الأرحام










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید