المنشورات

المشاكلة ومعرفة الرجل لصاحبه

قالوا: أقرب القرابة المشاكلة. وقالوا: الصاحب المناسب.
وقال حبيب:
وقلت أخي، قالوا أخ من قرابة؟ ... فقلت لهم إنّ الشكول أقارب «1»
وقال أيضا:
ذو الودّ مني وذو القربى بمنزلة ... وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي ... فهم وإن فرّقوا في الأرض جيراني
وقال أيضا:
إن نفترق نسبا يؤلّف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد
أو نختلف فالوصل منا ماؤه ... عذب تحدّر من غمام واحد
وقال آخر:
إنّ النفوس لأجناد مجندة ... بالإذن من ربّنا تجري وتختلف «2»
فما تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر منها فهو مختلف
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «الأنفس أجناد مجندة، وإنها لتتشامّ في الهوى كما تتشامّ الخيل؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» .
وقال صلّى الله عليه وسلم: «الصاحب رقعة في الثوب، فلينظر الإنسان بم يرقع ثوبه.
وقال عليه الصلاة والسلام: امتحنوا الناس بإخوانهم» .
وقال الشاعر:
فاعتبروا الأرض بأشباهها ... واعتبروا الصاحب بالصاحب
وقالوا: كل إلف إلى إلفه ينزع.
وقال الشاعر:
والإلف ينزع نحو الآلفين كما ... طير السماء على ألّافها تقع
قال امرؤ القيس:
أجارتنا إنا غريبان ها هنا ... وكلّ غريب للغريب نسيب
وقال آخر:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ... ولا تصحب الأردى فتردى مع الرّدي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكلّ قرين بالمقارن يقتدي
وقال آخر:
اصحب ذوي الفضل وأهل الدين ... فالمرء منسوب إلى القرين










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید