المنشورات

بين مطيع وخاطب مودة:

قال رجل لمطيع بن إياس: جئتك خاطبا مودتك. فقال له: قد زوجتك، على شرط أن تجعل صداقها ألّا تسمع فيّ مقالة الناس.
ويقال في المثل: من لم يزدرد الريق «3» لم يستكثر من الصديق.
وما أحسن ما قال إبراهيم بن عباس:
يا صديقي الذي بذلت له الو ... دّ وأنزلته على أحشائي
إنّ عينا أقذيتها لتراعي ... ك على ما بها من الأقذاء «4»
ما بها حاجة إليك ولكن ... هي معقودة بحبل الوفاء
ولابن أبي حازم:
ارض من المرء في مودّته ... بما يؤدّي إليك ظاهره
من يكشف الناس لم يجد أحدا ... تصحّ منه له سرائره
يوشك ألّا تتمّ وصل أخ ... في كلّ زلّاته تنافره
إن ساءني صاحبي احتملت وإن ... سرّ فإني أخوه شاكره
أصفح عن ذنبه وإن طلب ال ... عذر فإني عليه عاذره
ولغيره:
إنّي إذا أبطأت عنك فلم أزل ... لأحداث دهر لا يزال يعوق
لقد أصبحت نفسي عليك شفيقة ... ومثلي على أهل الوفاء شفيق
أسرّ بما فيه سرورك إنّني ... جدير بمكنون الإخاء حقيق «1»
عدوّ لمن عاديت سلم مسالم ... لكلّ امريء يهوى هواك صديق
ولأبي عبد الله بن عرفة:
هموم رجال في أمور كثيرة ... وهمّي من الدّنيا صديق مساعد
يكون كروح بين جسمين فرّقا ... فجساهما جسمان والرّوح واحد
وقال بعض الحكماء: الإخاء جوهرة رقيقة، وهي ما لم توقّها وتحرسها معرّضة للآفات. فرض الإخاء بالحدّ له «2» حتى تصل إلى قربه، وبالكظم «3» حتى يعتذر إليك من ظلمك، وبالرّضى حتى لا تستكثر من نفسك الفضل ولا من أخيك التقصير.
ولمحمود الوراق:
لا برّ أعظم من مساعدة ... فاشكر أخاك على مساعدته
وإذا هفا فأقله هفوته ... حتى يعود أخا كعادته
فالصفح عن زلل الصّديق وإن ... أعياك خير من معاندته
ولعبد الصمد بن المعذّل:
من لم يردك ولم ترده ... لم يستفيدك ولم تفده
قرّب صديقك ما نأى ... وزد التّقارب واستزده
وإذا وهت أركان ... من أخي ثقة فشده «1»










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید