المنشورات

صحبة الأيام بالموادعة

قالت الحكماء: اصحب الأيام بالموادعة، ولا تسابق الدهر فتكبو «2» .
وقال الشاعر:
من سابق الدهر كبا كبوة ... لم يستقلها من خطا الدهر
فاخط مع الدهر إذا ما خطا ... واجر مع الدهر كما يجري
وقال بشار العقيلي:
أعاذل إنّ العسر سوف يفيق ... وإنّ يسارا من غد لخليق «1»
وما كنت إلّا كالزمان إذا صحا ... صحوت وإن ماق الزمان أموق «2»
وقال آخر:
تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم ... ولاقهم بالجهل فعل ذوي الجهل
وخلّط إذا لاقيت يوما مخلّطا ... يخلّط في قول صحيح وفي هزل
فإني رأيت المرء يشقى بعقله ... كما كان قبل اليوم يسعد بالعقل
وقال الآخر:
إن المقادير إذا ساعدت ... ألحقت العاجز بالحازم
وقال الآخر:
والسبب المانع حظّ العاقل ... هو الذي سبّب حظّ الجاهل
ومن أمثالهم في ذلك قولهم: تطامن لها تخطك «3» .
ومن قولنا في هذا المعنى:
تطامن للزمان يجزك عفوا ... وإن قالوا ذليل قل ذليل
وقال حبيب:
وكانت لوعة ثم اطمأنّت ... كذاك لكلّ سائلة قرار
وقال حبيب:
ماذا يريك الدهر من هوانه ... ازفن لقرد السّوء في زمانه «1»
ولآخر:
الدهر لا يبقى على حالة ... لا بدّ أن يقبل أو يدبر
فإن تلقّاك بمكروهه ... فاصبر فإن الدهر لا يصبر
اصبر لدهر نال من ... ك فهكذا مضت الدّهور
فرحا وحزما مرة ... لا الحزن دام ولا السّرور
ولآخر:
عفا الله عمّن صيّر الهمّ واحدا ... وأيقن أنّ الدائرات تدور
تروح لنا الدّنيا بغير الذي غدت ... وتحدث من بعد الأمور أمور
وتجري الليالي باجتماع وفرقة ... وتطلع فيها أنجم وتغور
وتطمع أن يبقى السّرور لأهله ... وهذا محال أن يدوم سرور
ولآخر:
سأنتظر الأيام فيك لعلّها ... تعود إلى الوصل الذي هو أجمل












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید