المنشورات

الرجاء

قال العلماء: لا تشهد على أحد من أهل القبلة بجنة ولا نار؛ يرجى للمحسن ويخاف عليه، ويخاف على المسيء ويرجى له.
في الأثر:
وفي الحديث المرفوع. «إن الله يغفر ولا يعيّر، والناس يعيّرون ولا يغفرون» .
وفي حديث آخر: «لا تكفّروا أهل الذنوب» .
فتى توفي في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم:
وتوفي رجل في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكان مسرفا على نفسه فرفع رأسه، وهو يجود بنفسه، فإذا أبواه يبكيان عند رأسه، فقال: ما يبكيكما؟ قال: نبكي لإسرافك على نفسك «3» ! قال: لا تبكيا: فو الله ما يسرني أن الذي بيد الله من أمري بأيديكما.
ثم مات. فأتى جبريل عليه الصلاة والسلام النبي صلّى الله عليه وسلم، فأخبره أن فتى توفى اليوم فاشهده فإنه من أهل الجنة، فسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلم أبويه عن عمله، فقالا: ما عملنا عنده شيئا من خير، إلا أنه قال لنا عند الموت كذا وكذا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«من هاهنا أوتي؛ إن حسن الظن بالله من أفضل العمل عنده» .
عمر بن ذر ورجل توفي:
وتوفي رجل بجوار ابن ذر، وكان مسرفا على نفسه، فتحامى الناس جنازته وبلغ ذلك عمر بن ذر، فأوصى أهله: إذا جهزتموه فآذنوني. ففعلوا؛ فشهده والناس معه، فلما أدلى وقف على قبره فقال: رحمك الله أبا فلان، فلقد صحبت عمرك بالتوحيد، وعفرت وجهك لله بالسجود، فإن قالوا مذنب وذو خطايا، فمن منا غير مذنب وذي خطايا؟
وتمثل معاوية عند الموت بهذا البيت:
هو الموت لا منجى من الموت والذي ... نحاذر بعد الموت أنكى وأفظع
ثم قال: اللهم فأقل العثرة، واعف عن الزّلّة، وعد بحلمك على جهل من لم يرج غيرك، ولم يثق إلا بك فإنك واسع المغفرة. يا رب أين لذي الخطأ مهرب إلا إليك.
قال داود بن أبي هند: فبلغني أن سعيد بن المسيّب قال حين بلغه ذلك: لقد رغب إلى من لا مرغب إلا إليه كرها، وإني أرجو من الله له الرحمة.
لأعرابي في عائشة:
الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يقول في دعائه وابتهاله: إلهي، ما توهمت سعة رحمتك إلا وكأن نعمة عفوك تقرع مسامعي: أن قد غفرت لك؛ فصدّق ظني بك.
وحقق رجائي فيك يا إلهي.
لبعض الشعراء:
ومن أحسن ما قيل في الرجاء هذا البيت:
وإن لأرجو الله حتى كأنّني ... أرى بجميل الظّنّ ما الله صانع












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید