المنشورات

البكاء على الميت

لإبراهيم:
الشعبي عن إبراهيم قال: لا يكون البكاء إلا من فضل، فإذا اشتد الحزن ذهب البكاء. وأنشد:
فلئن بكيناه لحقّ لنا ... ولئن تركنا ذاك للصّبر
فلمثله جرت العيون دما ... ولمثله جمدت فلم تجر
الأحنف وباكية:
مر الأحنف بامرأة تبكي ميتا ورجل ينهاها، فقال له: دعها فإنها تندب عهدا قريبا وسفرا بعيدا.
للنبي صلّى الله عليه وسلم في وفاة ابنه إبراهيم:
قالوا: لما توفى إبراهيم بن محمد صلّى الله عليه وسلم بكى عليه؛ فسئل عن ذلك فقال: تدمع العينان ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الربّ.
النبي صلّى الله عليه وسلم وباكيات من الأنصار:
ومر النبي صلّى الله عليه وسلم بنسوة من الأنصار يبكين ميتا فزجرهنّ عمر، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم:
«دعهنّ يا عمر، فإن النفس مصابة، والعين دامعة والعهد قريب» .
النبي صلّى الله عليه وسلم وباكيات قتلى أحد:
ولما بكت نساء أهل المدينة على قتلى أحد قال النبي صلّى الله عليه وسلم: «لكن حمزة لا باكية له ذلك اليوم!» فسمع ذلك أهل المدينة، فلم يقم لهم مأتم إلى اليوم إلا ابتدأن فيه البكاء على حمزة.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «لولا أن يشقّ على صفية، ما دفنته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع.
ابن الخطاب حين نعى إليه ابن مقرن:
ولما نعى النعمان بن مقرّن إلى عمر بن الخطاب وضع يده على رأسه وصاح: يا أسفا على النعمان.
ابن الخطاب حين نعى إليه زيد:
ولما استشهد زيد بن الخطاب باليمامة، وكان صحبه رجل من بني عدي بن كعب؛ فرجع إلى المدينة، فلما رآه عمر دمعت عيناه وقال:
وخلّفت زيدا ثاويا وأتيتني! «1»
وقال عمر بن الخطاب: ما هبت الصّبا إلا وجدت نسيم زيد.
وكان إذا أصابته مصيبة قال: قد فقدت زيدا فصبرت.
عمر ووفاة خالد:
ولما توفي خالد بن الوليد أيام عمر بن الخطاب- وكان بينهما هجرة- امتنع النساء من البكاء عليه، فلما انتهى ذلك إلى عمر، قال: وما على نساء بني المغيرة أن يرقن من دمعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع»
ولا لقلقة «2» .
لمعاوية في النساء:
وقال معاوية وذكر عنده النساء: ما مرّض المرضى ولا ندب الموتى مثلهن
لابن عياش:
وقال أبو بكر بن عياش: نزلت بي مصيبة أوجعتني فذكرت قول ذي الرمة:
لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفي شجيّ البلابل
فخلوت، فبكيت، فسلوت.
وقال الفرزدق في هذا المعنى:
ألم ترياني يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ماليا
فقلت لها إنّ البكاء لراحة ... به يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا
قعيد كما الله الذي أنتما له ... ألم تسمعا بالبيضتين المناديا «3»
حبيب دعا والرّمل بيني وبينه ... فأسمعني سقيا لذلك داعيا
يقال: قعيدك الله، وقعدك الله، معناه: سألتك الله.













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید