المنشورات

شيبانية في حزنها على أهلها:

خليفة بن خيّاط قال: ما رأيت أشدّ كمدا من امرأة من بني شيبان، قتل ابنها وأبوها وزوجها وأمها وعمتها وخالتها مع الضحاك الحروريّ؛ فما رأيتها قطّ ضاحكة ولا متبسمة حتى فارقت الدنيا، وقالت ترثيهم:
من لقلب شفّه الحزن ... ولنفس مالها سكن
ظعن الأبرار فانقلبوا ... خيرهم من معشر ظعنوا «1»
معشر قضّوا نحوبهم ... كلّ ما قد قدّموا حسن
صبروا عند السّيوف فلم ... ينكلوا عنها ولا جبنوا
فتية باعوا نفوسهم ... لا، وربّ البيت ما غبنوا
فأصاب القوم ما طلبوا ... منّة ما بعدها منن
وقال عبد الله بن ثعلبة يرثي والدا له:
أأخضب رأسي أم أطيّب مفرقي ... ورأسك مرموس وأنت سليب
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه ... وليس لمن تحت التراب نسيب
غريب وأطراف البيوت تكنّه ... ألا كلّ من تحت التراب غريب
قال العتبي محمد بن عبيد الله يرثي ابنا له:
أضحت بخدّي للدموع رسوم ... أسفا عليك وفي الفؤاد كلوم»
والصبر يحمد في المواطن كلّها ... إلا عليك فإنه مذموم











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید