المنشورات

نهار بن توسعة يرثي المهلّب:

ألا ذهب الغزو المقرّب للغنى ... ومات الندى والحزم بعد المهلّب
أقام بمرو الرّوذ رهن ضريحه ... وقد غيّبا عن كلّ شرق ومغرب
وقال المهلهل بن ربيعة: يرثي أخاه كليب بن وائل؛ وكان كليب إذا جلس لم يرفع أحد بحضرته صوته:
ذهب الخيار من المعاشر كلهم ... واستبّ بعدك يا كليب المجلس
وتناولوا من كل أمر عظيمة ... لو كنت حاضر أمرهم لم ينبسوا
وقال عبد الصمد بن المعذل يرثي سعيد بن سلم:
كم يتيم جبرته بعد يتم ... وعديم نعشته بعد عدم
كلّ ما عضّ بالحوادث نادى ... رضي الله عن سعيد بن سلم
وقال ابن أخت تأبط شراّ يرثي خاله تأبط شراّ الفهميّ؛ وكانت هذيل قتلته:
إنّ بالشّعب الذي دون سلع ... لقتيلا دمه ما يطلّ «2»
قذف العبء عليّ وولّى ... أنا بالعبء له مستقلّ «1»
ووراء الثأر مني ابن أخت ... مصع عقدته ما تحلّ «2»
مطرق يرشح موتا كما أطرق أفعى ينفث السّمّ صلّ «3»
خبر ما نابنا مصمئلّ ... جلّ حتى دقّ فيه الأجلّ «4»
بزّني الدهر وكان غشوما ... بأبيّ جاره ما يذلّ «5»
شامس في القمرّ حتى إذا ما ... ذكت الشّعرى فبرد وظلّ «6»
يابس الجنبين من غير بؤس ... ونديّ الكفين شهم مدلّ «7»
ظاعن بالحزم حتى إذا ما ... حلّ حلّ الحزم حيث يحلّ
وله طعمان أري وشري ... وكلا الطّعمين قد ذاق كلّ «8»
رائح بالمجد غاد عليه ... من ثياب الحمد ثوب رفلّ
أفتح الراحة بالجود جوادا ... عاش في جدوى يديه المقلّ
مسبل في الحيّ أحوى رفل ... وإذا يغزو فسمع أزلّ «9»
يركب الهول وحيدا ولا يص ... حبه إلّا اليماني الأفلّ 1»
فاحتسوا أنفاس يوم فلما ... هوّموا رعتهم فاشمعلّوا «11»
كلّ ماض قد تردّى بماض ... كسنا البرق إذا ما يسلّ
فلئن فلّت هذيل شباه ... لبما كان هذيلا يفل «12»
وبما أبركها في مناخ ... جعجع ينقب منه الأظلّ «13»
صليت منه هذيل بخرق ... لا يملّ الشّرّ حتى يملّوا «1»
ينهل الصّعدة حتى إذا ما ... نهلت كان لها منه علّ
تضحك الضّبع لقتلي هذيل ... وترى الذّئب لها يستهلّ
عتاق الطير تهفو بطانا ... تتخطّاهم فما تستقلّ
وفتوّ هجّروا ثم اسروا ... ليلهم حتى إذا انجاب حلّوا «2»
فاسقنيها يا سواد بن عمرو ... إنّ جسمي بعد خالي لخلّ «3»
وقال أمية بن أبي الصلت يرثي قتلى بدر من قريش:
ألّا بكيت على الكرا ... م بني الكرام أولي الممادح
كبكا الحمام على فرو ... ع الأيك في الغصن الجوانح
يبكين حرّى مستكي ... نات يرحن مع الروائح
أمثالهن الباكيا ... ت المعولات من النّوائح
من يبكهم يبك على ... حزن ويصدق كل مادح
من ذا ببدر فالعقن ... قل من مرازبة جحاجح «4»
شمط وشبّان بها ... ليل مغاوير وحاوح «5»
ألا ترون لما أرى ... ولقد أبان لكلّ لامح
أن قد تغيّر بطن مكّ ... ة فهي موحشة الأباطح
من كلّ بطريق لبط ... ريق نقيّ اللون واضح
رعموص أبواب الملو ... ك وجائب للخرق فاتح
ومن السراطمة الحلا ... جمة الملازبة المناجح «6»
القائلين الفاعلي ... ن الآمرين بكل صالح
المطعمين الشّحم فو ... ق الخبز شحما كالأنافح «1»
نقل الجفان مع الجفا ... ن إلى جفان كالمناضح «2»
ليست بأصفار لمن ... يعفو ولا رحّ رحارح «3»
للضيف ثم الضيف بع ... د الضيف والبسط السلاطح «4»
وهب المئين من المئ ... ين إلى المئين من اللّواقح
سوق المؤبّل للمؤ ... بّل صادرات عن بلادح «5»
لكرامهم فوق الكرا ... م مزيّة وزن الرّواجح
كتثاقل الأرطال بال ... قسطاس في الأيدي الموائح «6»
لله درّ بني عليّ ... أيّم منهم وناكح
إن لم يغيروا غارة ... شعواء تحجر كلّ نابح
بالمقربات المبعدا ... ت الطّامحات مع الطّوامح «7»
مردا على جرد إلى ... أسد مكالبة كوالح «8»
ويلاق قرن قرنه ... مشي المصافح للمصافح
بزهاء ألف ثم أل ... ف بين ذي بدن ورامح «9»
الضّاربين التّقدمي ... ة بالمهنّدة الصفائح










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید