المنشورات

ابن الزبير ومعاوية:

نازع مروان بن الحكيم يوما ابن الزبير عند معاوية، فكان هوى معاوية مع مروان؛ فقال ابن الزبير: يا معاوية، إنّ لك حقا وطاعة، وإن لك صلة وحرمة؛ فأطع الله نطعك؛ فإنه لا طاعة لك علينا إن لم تطع الله؛ ولا تطرق إطراق الأفعوان في أصول السّخبر «1» .
وقال معاوية يوما وعنده ابن الزبير وذكر له مروان- فقال: إن يطلب هذا الأمر فقد يطمع فيه من هو دونه، وإن يتركه يتركه لمن هو فوقه؛ وما أراكم بمنتهين حتى يبعث الله عليكم من لا تعطفه قرابة، ولا ترده مودّة، يسومكم خسفا ويوردكم تلفا.
قال ابن الزبير: إذا والله نطلق عقال الحرب بكتائب تمور كرجل «2» الجراد، حافاتها الأسل، «3» لها دويّ كدوي الريح، تتبع غطريفا من قريش لم تكن أمّه براعية ثلّة «4» .
قال معاوية: أنا ابن هند، أطلقت عقال الحرب، وأكلت ذروة السنام، وشربت عنفوان المكرع «5» ، وليس للآكل بعدي إلا الفلذة، ولا للشارب إلا الرّنق «6» .











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید