المنشورات

معاوية وقوم من قريش:

حضر قوم من قريش مجلس معاوية، فيهم عمرو بن العاص، وعبد الله بن صفوان بن أمية، وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام؛ فقال عمرو: أحمد الله يا معشر قريش إذ جعل أمركم إلى من يغضي على القذى، ويتصام عن العوراء، ويجرّ ذيله على الخدائع. قال عبد الله: لو لم يكن كذلك لمسّنا إليه الضر أو دببنا إليه الخمر، ورجونا أن يقوم بأمرنا من لا يطعمك مال مصر. قال معاوية: يا معشر قريش، حتى متى لا تنصفون من أنفسكم؟ قال عبد الرحمن بن الحارث: إن عمرا أفسدك علينا وأفسدنا عليك. لو أغضبت عن هذه. قال: إن عمرا لي ناصح. قال عبد الرحمن:
فأطعمنا مثل ما أطعمته، وخذنا بمثل نصيحته؛ إنا رأيناك يا معاوية تضرب عوامّ قريش بأيديك في خواصها، كأنك ترى أن بكرامها جاروك دون لئامها، وإنا والله لنفرغ من إناء فعم في إناء ضخم، وكأنك بالحرب قد حل عقالها عليك من لا ينظر لك. قال معاوية: يا بن أخي، ما أحوج أهلك إليك! فلا تفجعهم بنفسك! ثم أنشد:
أعزّ رجالا من قريش تتابعوا ... على سفه، مني الحيا والتكرم «1»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید