المنشورات

معاوية والأنصار:

قال معاوية يوما: يا معشر الأنصار، بم تطلبون ما عندي؟ فوالله لقد كنتم قليلا معي كثيرا معي عليّ، ولقد فللتم حدّي يوم صفين حتى رأيت المنايا تتلظى من أسنتكم، ولقد هجوتموني [في أسلافي] بأشدّ من وخز الأسل، «1» حتى إذا أقام الله منّا ما حاولتم ميله، قلتم ارع فينا وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلم. هيهات. يأبى الحقين العذرة. «1»
فأجابه قيس بن سعد، قال أما قولك جئناك نطلب ما عندك، فبالإسلام الكافي به الله ما سواه، لا بما نمتّ إليك به من الأحزاب؛ وأما استقامة الأمر، فعلى كره منا كان؛ وأما فلّنا حدّك يوم صفين، فأمر لا نعتذر منه؛ وأما عداوتنا لك، فلو شئت كففتها عنك؛ وأما هجاؤنا إياك، فقول يثبت حقّه ويزول باطله؛ وأما وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فمن يؤمن بها يحفظها من بعده؛ وأما قولك يأبى الحقين العذرة، فليس دون الله يد تحجزك منا؛ فدونك أمرك يا معاوية؛ فإنما مثلك كما قال الشاعر:
يا لك من قبّرة بمعمر ... خلالك الجوّ فبيضي واصفري «2»









مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید