المنشورات

جواب ابن أبي دؤاد

ابن أبي دؤاد وابن الزيات:
قال أحمد بن أبي دؤاد لمحمد بن عبد الملك الزيات عند الواثق: أضوى، أي اسكت، بالنبطية؛ فقال له: لماذا؟ والله ما أنا بنبطي، ولا بدعي. قال له: ليس فوقك أحد يفضلك، ولا دونك أحد تنزل إليه؛ فأنت مطّرح في الحالتين جميعا.
هو وأشناس:
دخل أحمد بن أبي دواد على أشناس، فقال له: بلغني أنك فاسدت هذا الرجل يعني محمد بن عبد الملك، وهو لنا صديق؛ فأحب أن لا يأتينا. قال له ابن أبي داود أنت رجل صنعتك هذه الدولة، فإن أتيناك فلها، وإن تركناك فلنفسك.
هو والواثق:
قال أحمد بن أبي داود: دخلت على الواثق؛ فقال: ما زال قوم اليوم في ثلبك ونقصك. فقلت: يا أمير المؤمنين لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ
«1» ؛ فالله ولي جزائه، وعقاب أمير المؤمنين من ورائه؛ وما ضاع امرؤ أنت حائطه، ولا ذلّ من كنت ناصره؛ فماذا قلت لهم يا أمير المؤمنين؟ قال أبا عبد الله:
وسعى إليّ بعيب عزّة نسوة ... جعل المليك خدودهنّ نعالها
هو وأبو العيناء:
وقال أبو العيناء الهاشمي: قلت لابن أبي داود: إن قوما تضافروا عليّ. قال: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
»
قلت إنهم جماعة. قال: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ، وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
«3» قلت: إن لهم مكرا. قال: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
«4» قال أبو العيناء: فحدثت به أحمد بن يوسف الكاتب، فقال: ما يرى ابن أبي دواد إلا أن القرآن إنما أنزل عليه.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید