المنشورات

خطبة المنصور حين خروجه إلى الشام

شنشنة «4» أعرفها من أخزم ... من يلق أبطال الرجال يكلم
مهلا مهلا زوايا الإرجاف «5» وكهوف النفاق عن الخوض فيما كفيتم، والتخطي إلى ما حذّرتم، قبل أن تتلف نفوس، ويقلّ عدد، ويدول عز؛ وما أنتم وذاك؟ ألم تجدوا ما وعد ربّكم من إيراث المستضعفين من مشارق الأرض ومغاربها حقا؟ والجحد «6»
الجحد، ولكن خب كامن، وحسد مكمد، فبعدا للقوم الظالمين.
وخطب أيضا
قال يعقوب بن السكيت: خطب أبو جعفر المنصور يوم جمعة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس اتقوا الله ...
فقام إليه رجل فقال: أذكّرك من ذكرتنا به يا أمير المؤمنين.
قال أبو جعفر: سمعا سمعا لمن فهم عن الله وذكّر به، وأعوذ بالله أن أذكر به وأنساه فتأخذني العزة بالإثم؛ لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. وأما أنت- والتفت إلى الرجل فقال- والله ما الله أردت بها، ولكن ليقال: قام فقال فعوقب فصبر! وأهون بها! [ويلك] لو كانت العقوبة [فاهتبلها إذ عفرت] ؛ وأنا أنذركم أيها الناس أختها؛ فإن الموعظة علينا نزلت، وفينا انبثت.
ثم رجع إلى موضعه من الخطبة.
وخطبة أيضا للمنصور بمكة
وخطب بمكة فقال أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده؛ وحارسه على ماله، أعمل فيه بمشيئته وإرادته، وأعطيه بإذنه؛ فقد جعلني الله عليه قفلا، إن شاء أن يفتحني فتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم؛ فإن شاء أن يقفلني عليها أقفلني؛ فارغبوا إلى الله وسلوه في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم من فضله ما أعلمكم به في كتابه إذ يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً
«1» أن يوفقني للرساد وللصواب، وأن يلهمني الرأفة بكم والإحسان إليكم؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.







مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید