المنشورات

أول من وضع الكتابة

آدم عليه السلام:
أول من وضع الخط العربي والسرياني وسائر الكتب، آدم صلّى الله عليه وسلم، قبل موته بثلاثمائة سنة؛ كتبه في الطين ثم طبخه؛ فلما انقضى ما كان أصاب الأرض من الغرق، وجد كلّ قوم كتابهم فكتبوا به، فكان إسماعيل عليه الصلاة والسلام وجد كتاب العرب.
وروي عن أبي ذر عن النبي صلّى الله عليه وسلم أن إدريس أول من خط بالقلم بعد ادم صلّى الله عليه وسلم.
إسماعيل عليه السلام:
وعن ابن عباس أن أول من وضع الكتابة العربية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وكان أول من نطق بها، فوضعت على لفظه ومنطقه.
قوم من القدماء:
وعن عمرو بن شبة بأسانيده، أن أول من وضع الخط العربي، أبجد وهوز وحطي وكلمن وسعفص وقرشت؛ وهم قوم من الجبلّة «1» الآخرة، وكانوا نزولا مع عدنان ابن أدد، وهم من طسم وجديس.
وحكى أنهم وضعوا الكتب على أسمائهم، فلما وجدوا حروفا في الألفاظ ليست في أسمائهم ألحقوها بهم وسموها الروادف، وهي: الثاء والخاء والذال والضاد والظاء والغين، على حسب ما يلحن في حروف الجمّل. 
بنو إسماعيل:
وعنه أن أول من وضع الخط: نفيس، ونصر، وأتيما، وبنو إسماعيل بن إبراهيم، ووضعوه متصل الحروف بعضها ببعض حتى فرقه نبت وهميسع وقيذر.
طيء:
وحكوا أيضا أن ثلاثة نفر من طيء اجتمعوا ببقعة، وهم مرامر بن مرة، وأسلم ابن سدرة، وعامر بن جدرة؛ فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية، فتعلمه قوم من الأنبار.
في الإسلام:
وجاء الإسلام وليس أحد يكتب بالعربية غير سبعة عشر إنسانا، وهم: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، وعثمان، وأبو عبيدة بن الجراح، وأبان بن سعيد بن العاص، وخالد بن سعيد أخوه، وأبو حذيفة ابن عتبة، ويزيد بن أبي سفيان، وحاطب بن عمرو بن عبد شمس، والعلاء بن الحضرمي وأبو سلمة بن عبد الأسد، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وحويطب بن عبد العزى، وأبو سفيان بن حرب، ومعاوية ولده، وجهيم بن الصلت بن مخرمة.
استفتاح الكتب
إبراهيم بن محمد الشيباني قال: لم تزل الكتب تستفتح: باسمك اللهم، حتى أنزلت سورة هود وفيها: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها
«1» فكتب بسم الله؛ ثم نزلت بسورة بني إسرائيل: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ
«2» ، فكتب بسم الله الرحمن؛ ثم نزلت بسورة النمل: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«3» فاستفتح بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وصارت سنّة. 
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يكتب إلى أصحابه وأمراء جنوده: من محمد رسول الله إلى فلان.
وكذلك كانوا يكتبون إليه: يبدءون بأنفسهم، فممن كتب إليه وبدأ بنفسه أبو بكر، والعلاء بن الحضرمي، وغيرهما؛ وكذلك كتب الصحابة والتابعين؛ ثم لم تزل حتى ولى الوليد بن عبد الملك، فعظم الكتاب وأمر أن لا يكاتبه الناس بمثل ما يكاتب به بعضهم بعضا، فجرت به سنة الوليد إلى يومنا هذا، إلا ما كان من عمر بن عبد العزيز ويزيد الكامل، فإنهما عملا بسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم رجع الأمر إلى رأي الوليد، والقوم عليه إلى اليوم.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید