المنشورات

توقيعات بني العباس

السفاح
كتب إليه جماعة من أهل الأنبار يذكرون أن منازلهم أخذت منهم وأدخلت في البناء الذي أمر به ولم يعطوا أثمانها، فوقع: هذا بناء أسّس على غير تقوى ثم أمر بدفع قيم منازلهم إليهم.
ووقع في كتاب أبي جعفر وهو يحارب ابن هبيرة بواسط: إن حلمك أفسد علمك، وتراخيك أثر في طاعتك، فخذلي منك، ولك من نفسك.
ووقع إليه في ابن هبيرة بعد أن راجعه فيه غير مرة: لست منك ولست منّي إن لم تقتله.
وجاءه كتاب من أبي مسلم يستأذنه في الحجّ وفي زيارته، فوقع إليه: لا أحول بينك وبين زيارة بيت الله الحرام أو خليفته، وإذنك لك.
ووقع في كتاب جماعة من بطانته يشكون احتباس أرزاقهم: من صبر في الشدة شارك في النعمة. ثم أمر بأرزاقهم.
وإلى عامل تظلّم منه: وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً
«1» .
وفي قوم شكوا غرق ضياعهم في ناحية الكوفة: وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
» .
أبو جعفر
وقع في كتابه إلى عبد الله بن علي عمه: لا تجعل للأيام فيّ وفيك نصيبا من حوادثها.
ووقع إليه أيضا: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
«3» فاجعل الحظ لك دوني يكن لك.
ووقع إلى عبد الحميد صاحب خراسان: شكوت فأشكيناك، وعتبت فأعتبناك، ثم خرجت عن العامّة فتأهب لفراق السلامة.
وإلى أهل الكوفة وشكوا عاملهم: كما تكونون يؤمّر عليكم.
وإلى قوم تظلموا من عاملهم: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
«4» .
وفي قصة رجل شكا علية: سل الله من رزقه.
وفي قصة رجل سأله أن يبني بقربه مسجدا فإن مصلاه على بعد: ذلك أعظم لثوابك.
وفي قصة رجل قطعت عنه أرزاقه: وما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
«5» وفي قصة رجل شكا الدين: إن كان دينك في مرضاة الله قضاه.
وإلى صارورة سأله أن يحج: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
«6» .
وإلى صاحب مصر حين كتب يذكر نقصان النيل: طهّر عسكرك من الفساد يعطك النيل القياد.
وإلى عامله على حمص، وجاء منه كتاب فيه خطأ: استبدل بكاتبك وإلا استبدل بك.
وإلى صاحب أرمينية: إن لي في قفاك عينا، وبين عينيك عينا؛ ولهما أربع آذان.
وإلى رجل استوصله: لا مانع لما أعطاه الله.
وفي كتاب أتاه من صاحب الهند يخبره أن جندا شغبوا عليه، وكسروا أقفال بيت المال فأخذوا أرزاقهم منه: لو عدلت لم يشغبوا ولو وفيت لم ينتهبوا.
المهدي
وقّع في قصة متظلمين شكوا بعض عماله: لو كان عيسى عاملكم قدناه إلى الحق كما يقاد الجمل المخشوش. يريد عيسى ولده.
ووقع إلى صاحب أرمينية وكتب إليه يشكو سوء طاعة رعاياه: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
«1» .
وإلى صاحب خراسان في أمر جاءه: أنا ساهر وأنت نائم.
وفي قصة قوم أصابهم قحط: يقدّر لهم قوت سنة القحط، والسنة التي تليها.
وإلى شاعر- أظنه مروان بن أبي حفصة-: أسرفت في مديحك فقصّرنا في حبائك.
وفي قصة رجل من الغارمين، خذ من بيت مال المسلمين ما تقضي به دينك وتقر به عينك.
وفي قصة رجل شكا الحاجة: أتاك الغوث.
وإلى رجل من بطانته استوصل: ليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك.
وفي قصة قوم تظلموا من عاملهم وسألوا إشخاصه إلى بابه: قد أنصف القارة «1» من راماها.
وفي قصة رجل حبس في دم: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ
«2» .
وإلى صاحب خراسان وكتب إليه يخبره بغلاء الأسعار: خذهم بالعدل في المكيال والميزان.
وإلى يوسف البرم حين خرج بخراسان: لك أماني ومؤكّد أيماني.
موسى الهادي
كتب إلى الحسن بن قحطبة في أمر راجعه فيه: قد أنكرناك منذ لزمت أبا حنيفة؛ كفاناه الله.
وإلى صاحب أفريقية في أمر فرط منه: يا بن اللخناء أني تتمرس «3» .
هارون الرشيد
وقع إلى صاحب خراسان: داو جرحك لا يتسع.
وإلى عامله على مصر: احذر أن تخرب خزانتي وخزانة أخي يوسف فيأتيك مني ما لا قبل لك به، ومن الله أكثر منه.
ووقع في قصة رجل من البرامكة: أنبتته الطاعة وحصدته المعصية.
وإلى عامله على فارس: كن مني على مثل ليلة البيات.
وإلى عامل خراسان: إن الملوك يؤثر عنهم الحزم.
وإلى خزيمة بن خازم إذ كتب إليه أنه وضع السيف حين دخل أرض أرمينية: لا أمّ لك! تقتل بالذنب من لا ذنب له؟
وفي قصة محبوس: من لجأ إلى الله نجا.
وفي قصة متظلم: لا يجاوز بك العدل، ولا يقصر بك دون الإنصاف.
وإلى صاحب السّند إذ ظهرت العصبية: كل من دعا إلى الجاهلية تعجّل إلى المنية.
وإلى عامله على خراسان: كل من رفع رأسه فأزله عن بدنه.
وفي رقعة متظلم من عامله على الأهواز، وكان بالمتظلم عارفا: قد ولّيناك موضعه، فتنكب سيرته.
وفي كتاب بكار الزّبيري إليه؛ يخيره بسرّ من أسرار الطالبيّين: جزى الله الفضل خير الجزاء في اختياره إياك وقد أثابك أمير المؤمنين مائة ألف بحسن نيتك.
وإلى محفوظ صاحب خراج مصر: يا محفوظ، اجعل خرج مصر خرجا واحدا، وأنت أنت.
وإلى صاحب المدينة: ضع رجليك على رقاب أهل هذا البطن فإنهم قد أطالوا ليلي بالسهاد، ونفوا عن عيني لذيذ الرقاد.
ووقع إلى السندي بن شاهك: خف الله وإمامك، فهما نجاتك.
وإلى سليمان بن أبي جعفر في كتاب ورد عليه منه يذكر فيه وثوب أهل دمشق استحيت بشيخ ولده المنصور، أن يهرب عمن ولده كندة وطيء؛ فهلا قابلتهم بوجهك، وأبديت لهم صفحتك، وبذلت لهم نصيحتك، وكنت كمروان ابن عمك أذ خرج مصلتا سيفه متمثلا ببيت الجحاف بن حكيم:
متقلّدين صفائحا هنديّة ... يتركن من ضربوا كمن لم يولد
فجالد به حتى قتل؛ لله أمّ ولدته؛ وأب أنهضه.
وكتب متملك الروم إلى هارون الرشيد: إني متوجه نحوك بكل صليب في مملكتي، وكلّ بطل في جندي. فوقع في كتابه: وَسَيَعْلَمُ (الْكُفَّارُ) لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ
«1» .
وكتب إليه يحيى بن خالد من الحبس حين أحبس بالموت: قد تقدم الخصم إلى موقف الفصل، وأنت بالأثر، والله الحكم العدل، وستقدم فتعلم. فوقع فيه الرشيد:
الحكم الذي رضيته في الآخرة لك، هو أعدى الخصم في الدنيا عليك، وهو من لا يردّ حكمه، ولا يصرف قضاؤه.
المأمون
وقع إلى علي بن هشام في أمر تظلم: من علامة الشريف أن يظلم من فوقه، ويظلمه من دونه؛ فأي الرجلين أنت؟
وإلى هشام: لا أدنيك ولك ببابي خصم.
وإلى الرستمي في قصة من تظلم منه: ليس من المروءة أن تكون آنيتك من ذهب وفضة، وغريمك خاو وجارك طاو «1» .
وفي قصة متظلم من عمرو بن مسعدة: يا عمرو، عمّر نعمتك بالعدل؛ فإن الجور يهدمها.
وفي قصة متظلم من أبي عباد: يا ثابت، ليس بين الحق والباطل قرابة.
وفي قصة متظلم من أبي عيسى أخيه: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ
«2» .
وفي قصة لمتظلم من حميد الطوسي: يا أبا غانم، لا تغتّر بموضعك من إمامك، فإنك وأخسّ عبيده في الحق سيّان.
وإلى طاهر صاحب خراسان: احمد أبا الطيب، إذ أحلك الخليفة محل نفسه فمالك موضع تسمو إليه نفسك إلا وأنت فوقه عنده.
وفي كتاب بشر بن داود: هذا أمان عاقدت الله في مناجاتي إياه.
وفي كتاب إبراهيم بن جعفر في فدك «3» حين أمره بردّها؛ قد أرضيت خليفة الله في فدك، كما أرضى الله رسوله فيها.
وفي قصة متظلم من محمد بن الفضل الطوسي: قد احتملنا بذاءك وشكاسة خلقك، فأما ظلمك للرعية فإنا لا نحتمله.
ووقع إلى بعض عماله: طالع كلّ ناحية من نواحيك وقاصية من أقاصيك بما فيه استصلاحها.
وكتب إليه إبراهيم بن المهدي في كلام له: إن غفرت فبفضلك، وإن أخذت فبحقك. فوقع في كتابه: القدرة تذهب الحفيظة، والندم جزء من التوبة وبينهما عفو الله.
ووقع في رقعة مولى طلب كسوة: لو أردت الكسوة للزمت الخدمة، ولكنك آثرت الرّقاد فحظّك الرؤيا.
ووقع في يوم عاشوراء لبعض أصحابه وقد وافته الأموال: يؤمر له بخمسمائة ألف لطول همته، ولثمامة بن أشرس بثلاثمائة ألف لتركه ما لا يعنيه، ولأبي محمد اليزيدي يؤمر له بخمسمائة ألف لكبره، وللمعلي بخمسمائة ألف لصحيح سنته، ولإسحاق بن إبراهيم بخمسمائة ألف لصدق لهجته، وللعباس بخمسمائة ألف لفصاحة منطقه، ولأحمد ابن أبي خالد بألف ألف لمخالفة شهوته، ولإبراهيم بن بويه كذلك لسرعة دمعته، وللمريسي بثلاثمائة ألف لإسباغ وضوئه، ولعبد الله بن بشر بمثلها لحسن وجهه.














مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید