المنشورات

فصول في المودّة

كتب عبد الرحمن بن أحمد الحراني إلى محمد بن سهل:
أعزك الله، إن كل مجازاة قاصرة عن حق السابق إلى افتتاح الود، وقد علمت أني استقبلتك من الإقبال عليك بما لم تستدعه، واعتمدتك من الرغبة فيك بما لم توله.
وفصل لأبي علي البصير: قد أكد الله بيننا من الودّ ما نأمن الدهر على حل عقده ونقض مراره، وما يستوي منه ثقتنا بأنفسنا لك وثقتنا بما عندك.
وفصل له: الحال فيما بيننا يحتمل الدالة، ويوجب الأنس والثقة، وبسط اللسان بالاستزادة؛ وأنا أمت إليك بالحرمة المتقدمة، والأسباب المؤكدة، التي تحل صاحبها محل خاصة الأهل والقرابة.
وفصل لإبراهيم بن العباس: المودّة يجمعنا حبلها، والصناعة تؤلفنا أسبابها، وما بين ذلك من تراخ في لقاء، أو تخلف في مكاتبة، موضوع بيننا، يوجب العذر فيه.
وفصل لسعيد بن عبد الملك: أنا صبّ «1» إليك، سامي الطرف نحوك، وذكرك ملصق بلساني، واسمك حلو على لهواتي، وشخصك ماثل بين عينيّ، وأنت أقرب الناس من قلبي، وآخذهم بمجامع هواي.
وفصل له: لنحن أحقّ بابتدائك بما ابتدأتنا به من الصلة، إلا أنك أحق بالفضل الذي سبقت إليه.
وفصل لسعيد بن حميد: إني أهديت مودّتي رغبة إليك، ورضيت بالقبول منك مثوبة، فصرت بقبولها قاضيا لحق، ومالكا لرق، وصرت بالتسرع إلى الهدية، والتنظّر للمثوبة، مرتهن اللسان بالجزاء، واليدين بالوفاء.
وفصل له: إني صادفت منك جوهر نفسي، فأنا غير محمود على الانقياد لك بغير زمام، لأن النفس يقودها بعضها بعضا.
وقال أبو العتاهية:
وللقلب على القلب ... دليل حين يلقاه
وللناس من الناس ... مقاييس وأشباه
وفصل له: لساني رطب بذكرك، و [مكانك من قلبي] معمور بمحبتك، حضرت أو غبت، سرت أو أقمت. كقول أخي أبي دلف:
لعمري لئن قرّت بقربك أعين ... لقد سخنت بالبين منك عيون
فسر أو فقف، وقف عليك مودّتي ... مكانك من قلبي عليك مصون
وفصل لإبراهيم بن المهدي: كتابي إليك كتاب مخبر وسائل، فأما الإخبار فعن تصرّف الخطوب بما يوجب العذر عند صديقي العزيز علي في إبطائي بالتعد له، وأما السؤال فعن إمساك هذا الأخ الودود المودود عن مثل ذلك وإن العذر كاشف ما سلف، مصلح لما استأنف.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید