المنشورات

فصول في حسن التواصل

للمفضّل أن يخص بفضله من شاء، وله الحمد فيما أعطى، ولا حجة عليه فيما منع، وكن كيف شئت، فإني قد أوليتك خالصة سريرتي، أرى ببقائك بقاء سروري، وبدوام النعمة عندك دوامها عندي.
وفصل: قد أغنى الله بكرمك عن الذريعة إليك والاستعانة عليك؛ لأن حسن الظن بالله فيك، وتأميل نجح الرغبة إليك فوق الشفعاء عندك.
وفصل: قد أفردتك برجائي بعد الله، وتعجلت راحة اليأس ممن يجود بالوعد ويضن بالإنجاز، ويحب أن يفضّل ويزهد في أن يفضل، ويعيب الكذب ولا يصدق.
وفصل: ضعني- أكرمك الله- من نفسك حيث وضعت نفسي من رجائك.
أصاب الله بمعروفك مواضعه، وبسط بكل خير يدك.
وفصل: لا أزال- أبقاك الله- أسأل الكتاب إليك، فمرة أتوقف توقف المخفف عنك من المئونة، ومرة أكتب كتاب الراجع منك إلى الثقة والمعتمد منك على المقة «1» ؛ لا أعدمنا الله دوام عزّك، ولا سلب الدنيا بهجتها بك ولا أخلانا من الصنع لك؛ فإنا لا نعرف إلا نعمتك، ولا نجد للحياة طعما إلا في ظلك؛ ولئن كانت الرغبة إلى بشر من الناس خساسة وذلا، لقد جعل الله الرغبة إليك كرامة وعزّا؛ لأنك لا تعرف حرّا قعد به دهره، إلا سبقت مسألته بالعطية وصنت وجهه عن الطلب والذّلة.
وفصل: لي عليك حق التأميل والشكر، بما ابتدأت من المعروف، ولك عليّ حق الاصطناع والفضل، والتنويه بالاسم والشكر؛ وليس يمنعني علمك بزيادة حقك على ما أبلغه من شكرك، من مساءلتك المزيد؛ إذ كنت قد انتهيت إلى ما بلغه المجهود، وخرجت من منزلة الإضاعة والتقصير، وإذ كنت تسمح بالحق عليك، وتطيب نفسا عن حقك اليسير، ولا تكلف أحدا شكرك على الكثير.
فصل: لك- أصلحك الله- عندي أياد تشفع لي إلى محبتك، ومعروف يوجب عليك الرّبّ «1» والإتمام.
فصل: أنا أسأل الله أن ينجز لي ما لم تزل الفراسة «2» تعدنيه فيك.
فصل: قد أجلّ الله قدرك عن الاعتذار، وأغناك في القول عن الاعتلال، وأوجب علينا أن نقنع بما فعلت، ونرضى بما أتيت، وصلت أو قطعت.













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید