المنشورات

فصول في الأدب

كتب سعيد بن حميد:
إنّ من أمارات الحزم صحة الرأي في الرجل: يترك التماس ما لا سبيل إليه، إذا كان ذلك داعية لغنى لا عزة له، وشقاء لا درك فيه؛ وقد سمحت في أمر تخبرك أوائله عن أواخره، وينبيك بدؤه عن عواقبه، لو كان لهذا المخبر الصادق مستمع حازم. ورأيت رائد الهوى قد مال بك إلى هذا الأمر ميلا أيأس من رغب فيك، ودل عدوّك على معايبك، وكشف له عن مقاتلك، ولولا علمي بأنّ غلظ الناصح يؤدّي إلى نفع في اعتقاد صواب الرأي، لكان غير هذا القول أولى بك، والله يوفقك لما يحب، ويوفق لك ما تحب.
وفصل: أنت رجل لسانك فوق عقلك، وذكاؤك فوق عزمك؛ فقدّم على نفسك من قدّمك على نفسه.
وفصل: من أخطأ في ظاهر دنياه وفيما يؤخذ بالعين، كان أحرى أن يخطىء في أمر دينه وفيما يؤخذ بالعقل.
وفصل: قد حسدك من لا ينام دون الشفاء، وطلبك من لا ينام دون الظفر، فاشدد حيازيمك «1» وكن على حذر.
وفصل: قد آن أن تدع ما تسمع لما تعلم، ولا يكن غيرك فيما يبلّغه أوثق من نفسك فيما تعرفه.
وفصل: لست بحال يرضى بها حرّ، أو يقيم عليها كريم وليس يرضى لك بهذا إلا من لا ينبغي لك أن ترضى به.
وفصل: أنت طالب مغنم، وأنا دافع مغرم «2» ، فإن كنت شاكرا لما مضى، فاعذر فيما بقى.
وفصل للعتابي: أما بعد، فإن قريبك من قرب منك خيره، وابن عمك من عمّك نفعه، وعشيرك من أحسن عشرتك، وأهدى الناس إلى مودّتك من أهدى برّه إليك.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید