المنشورات

فصول إلى عليل

ليست حالي- أكرمك الله- في الاغتمام بعلتك حال المشارك فيها بأن ينالني نصيب منها وأسلم من أكثرها، بل اجتمع على منها أني مخصوص بها دونك، مؤلم منها بما يؤلمك؛ فأنا عليل مصروف العناية إلى عليل كأني سليم؛ فأنا أسأل الله الذي جعل عافيتي في عافيتك، أن يخصّني بما فيك، فإنها شاملة لي ولك.
وفصل: إنّ الذي يعلم حاجتي إلى بقائك، قادر على الدافعة عن حوبائك «1» ؛ فلو قلت إنّ الحق قد سقط عني في عيادتك لأني عليل بعلتك، لقام بذلك شاهد عدل في ضميرك، وأثر باد في حالي لغيبتك؛ وأصدق الخبر ما حققه الأثر، وأفضل القول ما كان عليه دليل من العقل.
وفصل: لئن تخلفت عن عيادتك بالعذر الواضح من العلة، لما أغفل قلبي ذكرك، ولا لساني فحصا عن خبرك فحص من تقسّم جوارحه وصبك «2» ، وزاد في ألمها ألمك؛ ومن تتصل به أحوالك في السراء والضراء، ولما بلغتني إقامتك كتبت مهنئا بالعافية، معفيا من الجواب إلا بخبر السلامة إن شاء الله.
ولأحمد بن يوسف: قد أذهب الله وصب العلة ونصبها، ووفّر أجرها وثوابها، وجعل فيها من إرغام العدوّ بعقباها، أضعاف ما كان عنده من السرور يقبح أولاها.













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید