المنشورات

أول غزاة غزاها أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد

ثم انتحى جيّان في غزاته ... بعسكر يسعر من حماته
فاستنزل الوحش من الهضاب ... كأنما حطّت من السّحاب
فأذعنت مرّاقها سراعا ... وأقبلت حصونها تداعى»
لمّا رماها بسيوف العزم ... مشحوذة على دروع الحزم
كادت لها أنفسهم تجود ... وكادت الأرض بهم تميد «2»
لولا الإله زلزلت زلزالها ... وأخرجت من رهبة أثقالها
فأنزل الناس إلى البسيط ... وقطع البين من الخليط
وافتتح الحصون حصنا حصنا ... وأوسعّ الناس جميعا أمنا
ولم يزل حتى انتحى جيّانا ... فلم يدع بأرضها شيطانا
فأصبح الناس جميعا أمّه ... قد عقد الإلّ لهم والذّمّه «3»
ثم انتحى من فوره إلبيره ... وهي بكلّ آفة مشهورة «4»
فداسها بخيله ورجله ... حتى توطّا خدّها بنعله
ولم يدع من جنّها مريدا ... بها ولا من إنسها عنيدا «5»
إلّا كساه الذّل والصّغارا ... وعمّه وأهله دمارا
فما رأيت مثل ذاك العام ... ومثل صنع الله للإسلام
فانصرف الأمير من غزاته ... وقد شفاه الله من عداته
وقبلها ما خضعت وأذعنت ... إستجّة وطالما قد صنعت «6»
وبعدها مدينة الشّئيل ... ما أذعنت للصّارم الصّقيل «7»
لمّا غزاها قائد الأمير ... باليمن في لوائه المنصور
فأسلمت ولم تكن بالمسلمه ... وزال عنها أحمد بن مسلمه
وبعدها في آخر الشهور ... من ذلك العام الزكيّ النّور
أرجفت القلاع والحصون ... كأنما ساورها المنون
وأقبلت رجالها وفودا ... تبغي لدى إمامها السّعودا
وليس من ذي عزة وشدّة ... إلا توافوا عند باب السّده «1»
قلوبهم باخعة بالطاعه ... قد أجمعوا الدخول في الجماعة «2»










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید