المنشورات

وبعدها كانت غزاة خمس ... إلى السّواديّ عقيد النّحس

لمّا طغى وجاوز الحدودا ... ونقض الميثاق والعهودا
ونابذ السّلطان من شقائه ... ومن تعدّيه وسوء رائه
أغزى إليه القرشيّ القائدا ... إذ صار عن قصد السبيل حائدا
ثمّت شدّ أزره ببدر ... فكان كالشّفع لهذا الوتر «1»
أحدقها بالخيل والرجال ... مشمّرا وجدّ في القتال
فنازل الحصن العظيم الشّان ... بالرّجل والرّماة والفرسان
فلم يزل بدر بها محاصرا ... كذا على قتاله مثابرا
والكلب في تهوّر قد انغمس ... وضيّق الحلق عليه والنّفس
فافترق الأصحاب عن لوائه ... وفتحوا الأبواب دون رائه
واقتحم العسكر في المدينة ... وهو بها كهيئة الظّعينه «2»
مستسلما للذلّ والصّغار ... وملقيا يديه للإسار
فنزع الحاجب تاج ملكه ... وقاده مكتّفا لهلكه «3»
وكان في آخر هذا العام ... نكب أبي العبّاس بالإسلام
غزا فكان أنجد الأنجاد ... وقائدا من أفحل القوّاد
فسار في غير رجال الحرب ... الضاربين عند وقت الضرب
محاربا في غير ما محارب ... والحشم الجمهور عند الحاجب
واجتمعت إليه أخلاط الكور ... وغاب ذو التّحصيل عنه والنظر «1»
حتى إذا أوغل في العدوّ ... فكان بين البعد والدّنوّ
أسلمه أهل القلوب القاسيه ... وأفردوه للكلاب العاويه
فاستشهد القائد في أبرار ... قد وهبوا نفوسهم للباري
في غير تأخير ولا فرار ... إلا شديد الضرب للكفار











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید