المنشورات

وبعدها كانت غزاة بلده ... وهي التي أودت بأهل الرّدّة «4»

وبدؤها أنّ الإمام المصطفى ... أصدق أهل الأرض عدلا ووفا
لمّا أتته ميتة الخنزير ... وأنه صار إلى السّعير
كاتبه أولاده بالطاعه ... وبالدّخول مدخل الجماعه
وأن يقرّهم على الولاية ... على ورود الخرج والجبايه
فاختار ذلك الإمام المفضل ... ولم يزل من رأيه التّفضّل
ثم لوى الشيطان رأس جعفر ... وصار منه نافخا في المنخر
فنقض العهود والميثاقا ... واستعمل التّشغيب والنفاقا «5»
وضمّ أهل النّكث والخلاف ... من غير ما كاف وغير وافي
فاعتاقه الخليفة المؤيّد ... وهو الذي يشقي به ويسعد «1»
ومن عليه من عيون الله ... حوافظ من كلّ أمر داه
فجنّد الجنود والكتائبا ... وقوّد القوّاد والمقانبا «2»
ثم غزا في أكثر العديد ... مستصحبا بالنّصر والتأييد
حتى إذا مرّ بحصن بلده ... خلف فيه قائدا في عدّه
يمنعهم من انتشار خيلهم ... وحارسا في يومهم وليلهم
ثمّ مضى يستنزل الحصونا ... ويبعث الطّلاع والعيونا
حتى أتاه باشر من بلده ... يعدو برأس رأسها في صعده «3»
فقدّم الخيل إليها مسرعا ... واحتلّها من يومه تسرّعا
فحفّها بالخيل والرّماة ... وجملة الحماة والكماة «4»
فأطلع الرجل على أنقابها ... واقتحم الجند على أبوابها «5»
فأذعنت ولم تكن بمذعنة ... واستسلمت كافرة لمؤمنه
فقدّمت كفارها للسيف ... وقتّلوا بالحقّ لا بالحيف «6»
وذاك من يمن الإمام المرتضى ... وخير من بقي وخير من مضى
ثم انتحى من فوره بر بشترا ... فلم يدع بها قضيبا أخضرا
وحطّم النّبات والزّروعا ... وهتك الرباع والرّبوعا
فإذ رأى الكلب الذي رآه ... من عزمه في قطع منتواه «7»
ألقى إليه باليدين ضارعا ... وسال أن يبقى عليه وادعا
وأن يكون عاملا في طاعته ... على درور الخرج من جبايته
فوثق الإمام من رهانه ... كيلا يكون في عمى من شانه
وقبل الإمام ذاك منه ... فضلا وإحسانا وسار عنه











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید