المنشورات

ثم غزا بيمنه أشونا ... وقد أشادوا حولها حصونا «2»

وحفّها بالخيل والرّجال ... وقاتلوهم أبلغ القتال
حتى إذا ما عاينوا الهلاكا ... تبادروا بالطّوع حينذاكا
وأسلموا حصنهم المنيعا ... وسمحوا بخرجهم خضوعا
وقبلهم في هذه الغمزاة ... ما هدمت معاقل العصاة
وأحكم الإمام في تدبيره ... على بني هابل في مسيره
ومن سواهم من ذوي العثيرة ... وأمراء الفتنة المغيره
إذ حبسوا مراقبا عليهم ... حتى أتوا بكلّ ما لديهم
من البنين والعيال والحشم ... وكلّ من لاذ بهم من الخدم
فهبطوا من أجمع البلدان ... وأسكنوا مدينة السّلطان
فكان في آخر هذا العام ... بعد خضوع الكفر للإسلام
مشاهد من أعظم المشاهد ... على يدي عبد الحميد القائد
لمّا غزا إلى بني ذي النون ... فكان فتحا لم يكن بالدّون «3»
إذ جاوزوا في الظلم والطّغيان ... بقتلهم لعامل السّلطان
وحاولوا الدخول في الأذيّة ... حتى غزاهم أنجد البريّه
فعاقهم عن كلّ ما رجوه ... بنقضه كلّ الذي بنوه
وضبطه الحصن العظيم الشّان ... أشنين بالرّجل والفرسان
ثم مضى الليث إليهم زحفا ... يختطف الأرواح منهم خطفا
فانهزموا هزيمة لن ترقدا ... وأسلموا صنوهم محمّدا «1»
وغيره من أوجه الفرسان ... مغرّب في مأتم الغربان
مقطّع الأوصال بالسّنابك ... من بعد ما مزّق بالنّيازك «2»
ثم لجوا إلى طلاب الأمن ... وبذلهم ودائعا من رهن
فقبضت رهانهم وأمّنوا ... وأنغضوا رؤسهم وأذعنوا
ثم مضى القائد بالتّأييد ... والنصر من ذي العرش والتسديد
حتى أتى حصن بني عماره ... والحرب بالتدبير والإداره
فافتتح الحصن وخلّى صاحبه ... وأمن الناس جميعا جانبه












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید