المنشورات

حتى إذا ما سلفت شهور ... من عام عشرين لها ثبور «3»

ألقت يديها للإمام طائعه ... واستسلمت قسرا إليه باخعه
فأذعنت وقبلها لم تذعن ... ولم تقد من نفسها وتمكن
ولم تدن لربّها بدين ... سبعا وسبعين من السّنين
ومبتدا عشرين مات الحاجب ... موسى الذي كان الشّهاب الثاقب
وبرز الإمام بالتأييد ... في عدّة منه وفي عديد
صمدا إلى المدينة اللعينه ... أتعسها الرحمن من مدينه
مدينة الشّقاق والنّفاق ... وموئل الفسّاق والمرّاق»
حتى إذا ما كان منها بالأمم ... وقد ذكا حرّ الهجير واحتدم
أتاه واليها وأشياخ البلد ... مستسلمين للإمام المعتمد
فوافقوا الرّحب من الإمام ... وأنزلوا في البرّ والإكرام
ووجّه الإمام في الظهيره ... خيلا لكي تدخل في الجزيره
جريدة قائدها ذرّيّ ... يلمع في متونها الماذيّ «1»
فاقتحموا في وعرها وسهلها ... وذاك حين غفلة من أهلها
ولم يكن للقوم من دفاع ... بخيل درى ولا امتناع
وفوضى الإمام عند ذلكا ... وقام صنديدا بما هنالكا «2»
حتى إذا ما حل في المدينه ... وأهلها ذليلة مهينه
أقمعها بالخيل والرجال ... من غير ما حرب ولا قتال
وكان من أول شيء نظرا ... فيه وما روى له ودبّرا
تهدّم لبابها والسّور ... وكان ذاك أحسن التدبير
حتى إذا صيّرها براحا ... وعاينوا حريمها مباحا «3»
أقرّ بالتشييد والتأسيس ... في الجبل النامي إلى عمروس «4»
حتى استوى فيها بناء محكم ... فحلّه عامله والحشم
فعند ذاك أسلمت واستسلمت ... مدينة الدماء بعد ما عتت «5»












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید