المنشورات

قول في الحجاج

للعتبي عن أبيه في الحجاج:
الرياشي عن العتبي عن أبيه، قال: ما رأيت مثل الحجاج. كان زيه زيّ شاطر «1» ، وكلامه كلام خارجيّ، وصولته صولة جبار. فسألته عن زيه فقال: كان يرجّل «2» شعره ويخضب أطرافه.
ولأبن مهران فيه:
كثير بن هشام عن جعفر بن برقان، قال: سألت ميمون بن مهران، فقلت: كيف ترى في الصلاة خلف رجل يذكر أنه خارجي؟ فقال: إنك لا تصلي له، إنما تصلي لله، قد كنا نصلي الحجاج وهو حروري أزرقي! قال: فنظرت إليه، فقال: أتدري ما الحروري الأزرقي؟ هو الذي إن خالفت رأيه سماك كافرا واستحلّ دمك؛ وكان الحجاج كذلك.
ولعمر فيه:
أبو أمية عن أبي مسهر قال: حدثنا هشام بن يحيى عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بمنافقيها، وجئنا بالحجاج لفضلناهم.
الحسن وحانف في شأن الحجاج:
وحلف رجل بطلاق امرأته: أن الحجاج في النار، فأتى امرأته فمنعته نفسها فسأل الحسن بن أبي الحسن البصري، فقال: لا عليك يا بن أخي، فإنه إن لم يكن الحجاج في النار، فما يضرك أن تكون مع امرأتك على زنى.
علي بن زيد في موت الحجاج:
أبو أمية عن إسحاق بن هشام عن عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن علي بن زيد، قال: لما مات الحجاج أتيت الحسن فأخبرته، فخرّ ساجدا.
لإبراهيم في الحجاج:
علي بن عبد العزيز عن إسحاق عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر قال: قلت لإبراهيم: ما ترى في لعن الحجاج؟ قال: ألم تسمع لقول الله تعالى: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
«1» ؟ فأشهد أن الحجاج كان منهم.
جابر والحجاج:
وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله، قال: دخلت على الحجاج فما سلمت عليه.
الرقاشي والحسن في الحجاج:
وكيع عن سفيان قال: قال يزيد الرقاشي عند الحسن: إني لأرجو للحجاج. قال الحسن: إني لأرجو أن يخلف «2» الله رجاءك.
أنس وابن سيرين في دراهم الحجاج:
ميمون بن مهران قال: كان أنس وابن سيرين لا يبيعان ولا يشتريان بهذه الدراهم الحجّاجيّة.
قال عبد الملك بن مروان للحجاج: ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه،فصف لي عيوبك. قال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لابد أن تقول. قال: أنا لجوج «1» حسود حقود. قال: ما في إبليس شر من هذا.
ابن عمر في ولاية الحجاج:
أبو بكر بن أبي شيبة قال: قيل لعبد الله بن عمر: هذا الحجاج قد ولي الحرمين.
قال: إن كان خيرا شكرنا، وإن كان شرا صبرنا.
للحسن في قتال الحجاج:
ابن أبي شيبة قال: قيل للحسن: ما تقول في قتال الحجاج؟ قال: إن الحجاج عقوبة من الله، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف.
الحجاج وصلب ماهان:
ابن فضيل قال: حدثنا أبو نعيم قال: أمر الحجاج بماهان أن يصلب على بابه، فرأيته حين رفعت خشبته يسبح ويهلل ويكبر ويعقد بيده، حتى بلغ تسعا وتسعين؛ وطعنه رجل على تلك الحال، فلقد رأينا بعد شهر في يده «2» . قال: وكنا نرى عند خشبته بالليل شبيها بالسراج.
عدة قتلى الحجاج:
أبو داود المصحفي عن النضر بن شميل، قال: سمعت هشاما يقول: أحصوا من قتل الحجاج صبرا فوجدوهم مائة وعشرين ألفا.
من زعم أن الحجاج كان كافرا
ميمون بن مهران عن الأجلح، قال: قلت للشعبي: يزعم الناس أن الحجاج مؤمن.
قال مؤمن بالجبت «1» والطاغوت، كافر بالله.
علي بن عبد العزيز عن إسحاق بن يحيى عن الأعمش، قال: اختلفوا في الحجاج فقالوا: بمن ترضون؟ قالوا: بمجاهد. فأتوه فقالوا: إنا قد اختلفنا في الحجاج.
فقال: أجئتم تسألوني عن الشيخ الكافر؟
محمد بن كثير عن الأوزاعي، قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: كان الحجاج بن يوسف ينتقض عرى الإسلام عروة عروة.
عطاء بن السائب، قال: كنت جالسا مع أبي البختري والحجاج يخطب، فقال في خطبته:
إن مثل عثمان عند الله كمثل عيسى ابن مريم: قال الله فيه: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
«2» .
فقال أبو البختري: كفر وربّ الكعبة.
ومما كفّرت به العلماء الحجاج، قوله ورأى الناس يطوفون بقبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ومنبره؛ إنما يطوفون بأعواد ورمّة «3» .
الشيباني عن الهيثم عن أبي عياش قال: كنا عند عبد الملك بن مروان إذ أتاه كتاب الحجاج يعظم فيه أمر الخلافة، ويزعم أن ما قامت السموات والأرض إلا بها وأن الخليفة عند الله أفضل من الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين. وذلك أن الله خلق آدم بيده، وأسجد له الملائكة، وأسكنه جنته، ثم أهبطه إلى الأرض وجعله خليفته، وجعل الملائكة رسلا إليه. فأعجب عبد الملك بذلك، وقال: لوددت أن عندي بعض الخوارج بهذا الكتاب! فانصرف عبد الله بن يزيد إلى منزله، فجلس مع ضيفانه وحدّثهم الحديث، فقال له حوار بن زيد الضبي، وكان هاربا من الحجاج:
توثّق لي منه ثم أعلمني به. فذكر ذلك لعبد الملك بن مروان، فقال: هو آمن على كل ما يخاف. فانصرف عبد الله إلى حوار فأخبره بذلك، فقال: بالغداة إن شاء الله. فلما أصبح اغتسل ولبس ثوبين، ثم تحنّط وحضر باب عبد الملك، فقال: هذا الرجل بالباب. فقال: أدخله يا غلام. فدخل رجل عليه ثياب بيض يوجد عليه ريح الحنوط، ثم قال: السلام عليكم. ثم جلس؛ فقال عبد الملك: إيت بكتاب أبي محمد يا غلام. فأتاه به، فقال: اقرأ. فقرأ حتى أتى على آخره، فقال حوار: أراه قد جعلك في موضع ملكا وفي موضع نبياّ وفي موضع خليفة؛ فإن كنت ملكا فمن أنزلك؟
وإن كنت نبيا فمن أرسلك؟ وإن كنت خليفة فمن استخلفك؟ أعن مشورة من المسلمين، أم ابتززت الناس أمورهم بالسيف؟
فقال عبد الملك: قد أمناك ولا سبيل إليك، والله لا تجاورني في بلد أبدا؛ فارحل حيث شئت. قال: فإني قد اخترت مصر. فلم يزل بها حتى مات عبد الملك.
علي بن عبد العزيز عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال: حدّثنا جرير عن مغيرة عن الربيع قال: قال الحجاج في كلام له: ويحكم! أخليفة أحدكم في أهله أكرم عليه أم رسوله إليهم؟ قال: ففهمت ما أراد، فقلت له: لله عليّ ألّا أصلي خلفك صلاة أبدا، ولئن وجدت قوما يقاتلونك لقاتلتك معهم. فقاتل في الجماجم حتى قتل.
قيل للحجاج: كيف وجدت منزلك بالعراق؟ قال: خير منزل لو أدركت بها أربعة [نفر] فتقرّبت إلى الله بدمائهم، قيل: ومن هم؟ قال: مقاتل بن مسمع، ولي سجستان فأتاه الناس فأعطاهم الأموال، فلما قدم البصرة بسط الناس له أرديتهم.
فقال: لمثل هذا فليعمل العاملون.
وعبيد الله بن ظبيان، قام فخطب خطبة أوجز فيها، فنادى الناس من أعراض المسجد: أكثر الله فينا أمثالك! قال: لقد سألتم الله شططا «1» .
ومعبد بن زرارة، كان ذات يوم جالسا على الطريق، فمرّت به امرأة فقالت: يا عبد الله، أين الطريق إلى مكان كذا؟ فغضب وقال: أمثلي يقال له يا عبد الله؟
وأبو سماك الحنفي، أضلّ ناقته فقال: والله لئن لم يردّها عليّ لا صليت له أبدا فلما وجدها قال: علم أنّ يميني كانت برّة «2» ! قال ناقل الحديث: ونسي الحجاج نفسه وهو خامس الأربعة، بل هو أفسقهم وأطغاهم وأعظمهم إلحادا وأكفرهم في كتابه إلى عبد الملك ابن مروان:
إنّ خليفة الله في أرضه أكرم عليه من رسوله إليهم.
وكتابه إليه وبلغه أنه عطس يوما فحمد الله وشمّته أصحابه فردّ عليه ودعا لهم.
فكتب إليه:
بلغني ما كان من عطاس أمير المؤمنين، ومن تشميت أصحابه له وردّه عليهم؛ فيا ليتني كنت معهم فأفوز غوزا عظيما.











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید