المنشورات

يوم رحرحان : لعامر على تميم

قال: وهرب الحرث بن ظالم ونبت به البلاد فلجأ إلى معبد بن زرارة- وقد هلك زرارة- فأجاره؟ فقالت بنو تميم لمعبد: مالك آويت هذا المشئوم الأنكد وأغريت بنا الاسود وخذلوه، غير بني دماويّة، وبني عبد الله بن دارم، وفي ذلك يقول لقيط بن زرارة:
فأمّا نهشل وبنو نعيم ... فلم يصبر لنا منهم صبور
فإن تعمد طهية في أمور ... تجدها ثمّ ليس لها نصير «7»
ويربوع بأسفل ذي طلوع ... وعمرو لا تحلّ ولا تسير «8»
أسيد والهجيم لها حصاص ... وأقوام من الجعراء عور «9»
وأسلبنا قبائل من تميم ... لها عدد إذا حسبوا كثير
وأمّا الآثمان بنو عديّ ... وتيم إذ تدبّرت الأمور
فلا تنعم بهم فتيان حرب ... إذا ما الحيّ صبّحهم نذير
إذا ذهبت رماحهم بزيد ... فإنّ رماح تيم لا تضير
قال: وبلغ الأحوص بن جعفر بن كلاب، مكان الحارث بن ظالم عند معبد فأغزا معبدا، فالتقوا برحرحان، فانهزمت بنو تميم، وأسر معبد بن زرارة، أسره عامر والطفيل ابنا مالك بن جعفر بن كلاب فوفد لقيط بن زرارة عليهم في فدائه، فقال لهما: لكما عندي مائتا بعير. فقالا: يا أبا نهشل، أنت سيد الناس وأخوك معبد سيد مضر، فلا نقبل فيه إلا دية ملك! فأبى أن يزيدهم، وقال لهم: إن أبانا أوصانا أن لا نزيد أحدا في ديّته على مائتي بعير. فقال معبد للقيط: لا تدعني يا لقيط! فوالله لئن تركتني لا تراني بعدها أبدا! قال: صبرا أبا القعقاع، فأين وصاة أبينا ان لا تؤكلوا العرب أنفسكم ولا تزيدوا بفدائكم على فداء رجل منكم، فتذوب بكم ذؤبان العرب؟ «1» .
ورحل لقيط عن القوم، قال: فمنعوا معبد الماء وضارّه حتى مات هزالا.
وقيل: أبي معبد أن يطعم شيئا أو يشرب حتى مات هزالا، ففي ذلك يقول عامر ابن الطفيل:
قضينا الحزن من عبس وكانت ... منيّة معبد فينا هزالا
وقال جرير:
وليلة وادي رحرحان فررتم ... فرارا ولم تلووا زفيف النّعائم «2»
تركتم أبا القعقاع في الغلّ مصفدا ... وأيّ أخ لم تسلموا في الأداهم «3»
وقال:
وبرحرحان غداة كبّل معبد ... نكحوا بناتكم بغير مهور












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید