المنشورات

يوم الفيفاء : لسليم على كنانة

قال أبو عبيدة: ثم إن بني الشريد حرّموا على أنفسهم النساء والدهن «7» ، حتى يدركوا بثأرهم من بني كنانة، فغزا عمرو بن خالد بن صخر بن الشريد بقومه حتى أغار على بني فراس، فقتل منهم نفرا، منهم عاصم بن المعلي، وفضلة، والمعارك، وعمرو بن مالك، وحصن، وشريح، وسبى سبيا فيهم ابنة مكدم أخت ربيعة بن مكدم، فقال عباس بن مرداس في ذلك يردّ على ابن جذل في كلمته التي قالها يوم برزة:
ألا أبلغا عني ابن جذل ورهطه ... فكيف طلبناكم بكرز ومالك؟ «8»
غداة فجعناكم بحصن وبابنه ... وبابن المعلّى عاصم والمعارك
ثمانية منهم ثأرناهم به ... جميعا وما كانوا بواء بمالك «1»
نذيقكم والموت يبني سرداقا ... عليكم، شباحدّ السّيوف البواتك «2»
تلوح بأيدينا كما لاح بارق ... نلألأ في داج من الليل حالك
صبحناكم العوج العناجيج بالضّحى ... تمرّ بنا مرّ الرّياح السّواهك «3»
إذا خرجت من هبوة بعد هبوة ... سمت نحو ملتفّ من الموت شائك
وقال هند بن خالد بن صخر بن الشريد:
قتلت بمالك عمرا وحصنا ... وخلّيت القتام على الخدود «4»
وكرزا قد أبأت به شريحا ... على أثر الفوارس بالكديد «5»
جزيناهم بما انتهكوا وزدنا ... عليه ما وجدنا من مزيد
جلبنا من جنوب العود جردا ... كطير الماء غلّس للورد «6»
قال: فلما ذكر هند بن خالد يوم الكديد وافتخر به، ولم يشهده أحد من بني الشريد، غضب من ذلك نبيشة بن حبيب، فأنشأ يقول:
تبخّل صنعنا في كلّ يوم ... كمخضوب البنان ولا يصيد
وتأكل ما يعاف الكلب منه ... وتزعم أن والدك الشّريد
أبى لي أن أقرّ الضّيم قيس ... وصاحبه المزور به الكديد «7»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید