المنشورات

يوم الغبيط لبني يربوع على بني بكر

قال أبو عبيدة: يقال لهذا اليوم: يوم الغبيط، ويوم الثعالب- والثعالب أسماء قبائل اجتمعت فيه- ويقال له: يوم صحراء فلج.
وقال أبو عبيدة: حدّثني سليط بن سعد، زبّان الصّبيريّ، وجهم بن حسان السّليطي، قالوا: غزا بسطام بن قيس، ومفروق بن عمرو، والحارث بن شريك- وهو الحوفزان- بلاد بني تميم- وهذا اليوم قبل يوم العظالي- فأغاروا على بني ثعلبة بن يربوع، وثعلبة بن سعد بن ضبة، وثعلبة بن عدي بن فزارة، وثعلبة بن سعد بن ذبيان، فذلك قيل له يوم الثعالب، وكان هؤلاء جميعا متجاورين بصحراء فلج فاقتتلوا، فانهزمت الثعالب فأصابوا فيهم واستاقوا إبلا من نعمهم، ولم يشهد عتيبة ابن الحارث بن شهاب هذه الوقعة، لأنه كان نازلا يومئذ في بني مالك بن حنظلة، ثم امترّوا «4» على بني مالك، وهم بين صحراء فلج وبين الغبيط، فاكتسحوا إبلهم، فركبت عليهم بنو مالك، فيهم عتيبة بن الحارث بن شهاب، ومعه فرسان من بني يربوع يأثفهم- أي صار معهم مثل الأثافي «5» المرماد- وتألّف إليهم الأحيمر بن عبد الله، والأسيد بن حنّاءة، وأبو مرحب، وجرو بن سعد الرياحي وهو رئيس بني يربوع- وربيع، والخليس، وعمارة، وبنو عتيبة بن الحارث، ومعدان وعصمة ابنا قعنب، ومالك بن نويرة، والمنهال بن عصمة أحد بني رياح بن يربوع، وهو الذي يقول فيه متّمم بن نويرة في شعره الذي يرثي فيه مالكا أخاه:
لقد غيّب المنهال تحت لوائه ... فتى غير مبطان العشية أروعا «1»
فأدركهم بغبيط المدرة «2» ، فقاتلوهم حتى هزموهم، وأدركوا ما كانوا استاقوا من أموالهم، وألح عتيبة والأسيد والأحيمر على بسطام، فلحقه عتيبة فقال: استأسر لي يا أبا الصهباء! فقال: ومن أنت؟ قال: أنا عتيبة، وأنا خير لك من الفلاة والعطش! فأسره عتيبة. ونادى القوم بجادا أخا بسطام: كرّ على أخيك! وهم يرجون أن يأسروه، فناداه بسطام: إن كررت فأنا حنيف «3» . وكان بسطام نصرانيا، فلحق نجاد بقومه، فلم يزل بسطام عند عتيبة حتى فادى نفسه.
قال أبو عبيدة: فزعم أبو عمرو بن العلاء أنه فدى نفسه بأربعمائة بعير وثلاثين فرسا، ولم يكن عربي عكاظي أعلى فداء منه، على أن جز ناصيته وعاهده أن لا يغزو بني شهاب أبدا، فقال عتيبة بن الحارث بن شهاب:
أبلغ سراة بني شيبان مألكة ... أني أبأت بعبد الله بسطاما «4»
قاظ الشربّة في قيد وسلسلة ... صوت الحديد يغنّيه إذا قاما «5»












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید