المنشورات

يوم الشيطين : لبكر على تميم

قال أبو عبيدة: لما ظهر الإسلام- قبل أن يسلم أهل نجد والعراق- سارت بكر ابن وائل إلى السواد، وقالت: نغير على تميم بالشيّطين، فإن في دين ابن عبد المطلب: من قتل نفسا قتل بها: فنغير هذا العام ثم نسلم عليها! فارتحلوا من لعلع «4» بالذراري والأموال: فأتوا الشيطين في أربع، وبينهما مسيرة ثمانية أميال، فسبقوا كل خير حتى صبحوهم وهم لا يشعرون، ورئيسهم يومئذ بشر بن مسعود بن قيس بن خالد ذي الجدين، فقتلوا بني تميم قتلا ذريعا، وأخذوا أموالهم، واستحرّ «5» القتل في بني العنبر وبني ضبة وبني يربوع، دون بني مالك بن حنظلة.
قال أبو عبيدة: حدثنا أبو الحمناء العنبري، قال قتل من بني تميم يوم الشيّطين ستّمائة رجل. قال: فوفد وفد بني تميم على النبي صلّى الله عليه وسلم، فقالوا: ادع الله على بكر بن وائل! فأبى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رشيد ابن رميص العنبري:
وما كان بين الشّيطين ولعلع ... لسوقنا إلّا مراجع أربع
فجئنا بجمع لم ير النّاس مثله ... يكاد له ظهر الوريعة يضلع «6»
بأرعن دهم شيّد البلق وسطه ... له عارض فيه الأسنّة تلمع «7»
صبحنا به سعدا وعمرا ومالكا ... فكان لهم يوم من الشّرّ أشنع
فخّلوا لنا صحن العراق وإنّه ... حمى منهم لا يستطاع ممنّع











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید