المنشورات

يوم عنيزة

ثم التقوا بعنيزة، فظفرت بنو تغلب، ثم كانت بينهم معاودة ووقائع كثيرة، كل ذلك كانت الدائرة فيه لبني تغلب على بني بكر: فمنها يوم الحنو، ويوم عويرضات، ويوم أنيق، ويوم ضريّة، ويوم القصيبات، هذه الايام كلها لتغلب على بكر، أصيبت فيها بكر، حتى ظنوا أن ليس يستقبلون أمرهم.
وقال مهلهل يصف هذه الايام وينعاها على بكر، في قصيدة طويلة أولها:
أليلتنا بذي حسم أنيري ... إذا أنت انقضيت فلا تحوري «2»
فإن يك بالذّنائب طال ليلي ... فقد أبكى من اللّيل القصير «3»
وفيها يقول:
فلو نبش المقابر عن كليب ... لأخبر بالذّنائب أيّ زير
كأنا غدوة وبني أبينا ... بجنب عنيزة رحيا مدير «4»
وإني قد تركت بواردات ... بجيرا في دم مثل العبير
هتكت به بيوت بني عباد ... وبعض القتل أشفى للصّدور
على أن ليس عدلا من كليب ... إذا برزت مخبّأة الخدور
ولولا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور «5»
وقال مهلهل لما أسرف في الدماء:
أكثرت قتل بني بكر بربّهم ... حتى بكيت وما يبكي لهم أحد
آليت بالله لا أرضى بقتلهم ... حتى أبهرج بكرا أينما وجدوا
وقال أبو حاتم: أبهرج: أدعهم بهرجا: لا يقتل فيه قتيل، ولا يؤخذ لهم دية.
وقال: البهرج من الدراهم من هذا.
وقال المهلهل:
يا لبكر أنشروا لي كليبا ... يا لبكر أين الفرار؟ «1»
تلك شيبان تقول لبكر ... صرح الشر وبان السّرار
وبنو عجل تقول لقيس ... ولتيم اللات سيروا فساروا
وقال:
قتلوا كليبا ثم قالوا أربعوا ... كذبوا وربّ الحلّ والإحرام «2»
حتى تبيد قبائل وقبيلة ... ويعضّ كل مثقّف بالهام
وتقوم ربّات الحدور حواسرا ... يمسحن عرض ذوائب الأيتام «3»
حتى يعضّ الشيخ بعد حميمه ... مما يرى ندما على الإبهام «4»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید