المنشورات

يوم غول الثاني: وهو يوم كنهل

قال أبو عبيدة: أقبل ابنا هجيمة- وهما من بني غسان- في جيش، فنزلا في بني يربوع، فجاورا طارق بن عوف بن عاصم بن ثعلبة بن يربوع، فنزلا معه على ماء يقال له كنهل، فأغار عليهما أناس من ثعلبة بن يربوع، فاستاقوا نعمهما وأسروا من كان في النعم، فركب قيس بن هجيمة بخيله حتى أدرك بني ثعلبة، فكّر عليه عتيبة ابن الحارث، فقال له قيس: هل لك يا عتيبة إلى البراز؟ فقال: ما كنت لأسأله وأدعه! فبارزه، قال عتيبة: فما رأيت فارسا أملأ لعيني منه يوم رأيته، فرماني بقوسه، فما رأيت شيئا أكره إليّ منه، فطعنني فأصاب قربوس «3» سرجي، حتى وجدت مسّ السنان في باطن فخذي، فتجنبت، قال: ثم أرسل الرمح وقبض بيدي وهو يرى أن قد أثبتني وانصرف، فأتبعته الفرس، فلما سمع زجلها رجع جانحا على قربوس سرجه، وبدا لي فرج الدرع ومعي رمح معلّب «4» بالقدّ والعصب كنا نصطاد به الوحش، فرميته بالقوس، وطعنته بالرمح، فقتلته وانصرفت، فلحقت النعم، وأقبل الهرماس بن هجيمة فوقف على أخيه قتيلا، ثم اتبعني، وقال: هل لك في البراز؟ فقلت: لعل الرجعة لك خير! قال: أبعد قيس؟ ثم شدّ عليّ فضربني على البيضة «1» ، فخلص السيف إلى رأسي، وضربته فقتلته، فقال سحيم بن وثيل يعيّر طارقا فقتل جاريه:
لقد كنت جار بني هجيمة قبلها ... فلم تغن شيئا غير قتل المجاور
وقال جرير:
وساق ابني هجيمة يوم غول ... إلى أسيافنا قدر الحمام











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید