المنشورات

يوم الجبات

قال أبو عبيدة: خرج بنو ثعلبة بن يربوع فمرّوا بناس من طوائف بني بكر بن وائل بالجبّات، خرجوا سفّارا، فنزلوا وسرحوا إبلهم ترعى، وفيها نفر منهم يرعونها: منهم سوادة بن يزيد بن بجير العجلي. ورجل من بني شيبان، وكان محموما، فمرّت بنو ثعلبة بن يربوع بالإبل، فاطردوها، وأخذوا الرجلين فسألوهما: من معكما؟ فقالا: معنا شيخ من يزيد بن بجيل العجلي في عصابة من بني بكر بن وائل، خرجوا سفارا يريدون البحرين. فقال الربيع ودعموص ابنا عتيبة بن الحارث بن شهاب: لن نذهب بهذين الرجلين وبهذه الإبل ولم يعلموا من أخذها؟ ارجعوا بنا حتى يعلموا من اخذ إبلهم وصاحبيهم ليعنيهم ذلك. فقال لهما عميرة: ما وراءكما إلا شيخ بن يزيد قد أخذتما أخاه وأطردتما ماله، دعاه، فأبيا ورجعا، فوقفا عليهم وأخبراهم وتسميا لهم، فركب شيخ بن يزيد فاتبعهما وقد ولّيا، فلحق دعموصا فأسره ومضى ربيع حتى أتى عميرة فأخبره أنّ أخاه قد قتل، فرجع عميرة على فرس يقال له الخنساء، حتى لحق القوم، فافتكّ منهم دعموصا على أن يردّ عليهم أخاهم وإبلهم، فردّها عليهم، فكفر ابنا عتيبة ولم يشكرا عميرة، فقال:
ألم تر دعموصا يصدّ بوجهه ... إذا ما رآني مقبلا لم يسلّم
ألم تعلما يا بني عتيبة مقدمي ... على ساقط بين الأسنّة مسلم
فعارضت فيه القوم حتى انتزعته ... جهارا ولم أنظر له بالتّلوّم «1»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید