المنشورات

يوم الحريرة

قال: ثم جمع هؤلاء وأولئك ثم التقوا على رأس الحول بالحريرة، وهي حرّة إلى جنب عكاظ، والرؤساء على هؤلاء وأولئك هم الذين كانوا في سائر الأيام، وكذلك على المجنبتين، إلا أن أبا مساحق بلعاء بن قيس اليعمري قد كان مات، فكان من بعده على بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأخوه جثامة بن قيس، فكان يوم الحريرة لهوازن على كنانة، وكان آخر الأيام الخمسة التي تزاحفوا فيها، قال: فقتل يومئذ أبو سفيان بن أمية أخو حرب بن أمية، وقتل من كنانة ثمانية نفر، قتلهم عثمان بن أسيد بن مالك، من بني عامر بن صعصعة، وقتل أبو كنف وابنا إياس، وعمر بن أيوب، فقال خداش بن زهير:
إني من النّفر المحمرّ أعينهم ... أهل السوام وأهل الصخر والّلوب «3»
الطاعنين نحور الخيل مقبلة ... بكلّ سمراء لم تعلب ومعلوب «4»
وقد بلوتم فأبلوكم بلاءهم ... يوم الحريرة ضربا غير مكذوب «5»
لاقتكم منهم آساد ملحمة ... ليسوا بزارعة عوج العراقيب «6»
فالآن إن تقبلوا نأخذ نحوركم ... وإن تباهوا فإني غير مغلوب «7»
وقال الحارث بن كلّدة الثقفي:
تركت الفارس البذاخ منهم ... تمجّ عروقه علقا عبيطا «1»
دعست لبانه بالرّمح حتى ... سمعت لمتنه فيه أطيطا «2»
لقد أرديت قومك يا ابن صخر ... وقد جشّمتهم أمرا سليطا
وكم أسلمت منكم من كميّ ... جريحا قد سمعت له غطيطا «3»
مضت أيام الفجار الآخر، وهي خمسة أيام في أربع سنين، أولها يوم نخلة، ولم يكن لواحد منهما على صاحبه، ثم يوم شمطة لهوازن على كنانة، وهو أعظم أيامهم، ثم يوم العبلاء، ثم يوم شرب، وكان لكنانة على هوازن، ثم يوم الحريرة لهوازن على كنانة.
قال أبو عبيدة: ثم تداعى الناس إلى السلم على أن يذروا الفضل ويتعاهدوا ويتواثقوا.












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید