المنشورات

الرسول صلّى الله عليه وسلّم ورجل في أبي سفيان

يزيد بن عمرو بن تميم الخزاعي عن أبيه عن جده، أن رجلا أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال:
يا رسول الله، إن أبا سفيان يهجوك! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم إنه هجاني وإني لا أقول الشعر، فاهجه عني، فقام إليه عبد الله بن رواحة فقال: يا رسول إيذن لي فيه.
فقال أنت القائل:
فثبّت الله ما آتاك من حسن
قال: نعم. قال: وإياك فثّبت الله. ثم قام إليه كعب بن مالك فقال: إيذن لي فيه.
قال: أنت القائل: «همّت» ؟ قال: نعم. قال: لست له. ثم قام حسان بن ثابت، فقال يا رسول الله ائذن لي فيه. وأخرج لسانه فضرب به أرنبة «1» أنفه وقال: والله يا رسول الله إنه ليخيّل لي أني لو وضعته على حجر لفلقه، أو شعر لحلقه! فقال أنت له، اذهب إلى أبي بكر يخبرك بمثالب القوم، ثم اهجهم وجبريل معك. فقال يردّ على أبي سفيان:
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة فقد برح الخفاء «2»
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بندّ ... فشرّكما لخيركما الفداء
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويطريه ويمدحه سواء
لنا في كلّ يوم من معدّ ... سباب أو قتال أو هجاء
لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري لا تكدّره الدلاء
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید