المنشورات

الحجاج وابن نمير في زينب

تحدثت الرواة ان الحجاج رأى محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي، وكان يشبب بزينب بنت يوسف أخت الحجاج، فارتاع من نظر الحجاج إليه، فدعا به، فلما وقف بين يديه قال:
فداك أبي ضاقت بي الارض رحبها ... وإن كنت قد طوّقت كلّ مكان
وإن كنت بالعنقاء أو بتخومها ... ظننتك إلا أن يصدّ تراني «3»
فقال: لا عليك، فوالله إن قلت الا خيرا! إنما قلت هذا الشعر:
يخبّئن أطراف البنان من التقى ... ويخرجن وسط الليل معتجرات «4»
ولكن أخبرني عن قولك:
ولمّا رأت ركب النميريّ أعرضت ... وكنّ من ان يلقينه حذرات
في كم كنت؟ قال: والله إن كنت الا على حمار هزيل، ومعي رفيق على أتان مثله! قال: فتبسم الحجاج ولم يعرض له.
وهذه الابيات قالها ابن نمير في زينب بنت يوسف:
ولم تر عيني مثل سرب رأيته ... خرجن من التنعيم معتمرات «1»
مررن بفخ ثم رحن عشية ... يلبّين للرحمن مؤتجرات «2»
تضوّع مسكا بطن نعمان إذ مشت ... به زينب في نسوة خفرات
ولمّا رأت ركب النّميريّ أعرضت ... وكنّ من ان يلقينه حذرات
دعت نسوة شمّ الرانين بدّنا ... نواضر لا شعثا ولا غبرات
فأدنين لمّا قمن يحجبن دونها ... حجابا من القسّيّ والحبرات «3»
أحلّ الذي فوق السموات عرشه ... أوانس بالبطحاء معتمرات
يخبّئن أطراف البنان من التّقى ... ويخرجن وسط الليل معتجرات










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید